الأربعاء,ديسمبر 17, 2008
منتظر الديروطى ..ودس السم فى العسل من كتاب الغجر والذين يطرحون الآراء من مخيلتهم المريضة أنهم عملاء
منتظر الديروطى ..ودس السم فى العسل من كتاب الغجر والذين يطرحون الآراء من مخيلتهم المريضة أنهم عملاء
حكايات اسبوعيةبقلم: محمد علي إبراهيم
"فردتين و بس"
حوار في المقهي ..حول "الحذاء"
!!بوش قال أن الحرب لم تنته .. فجن جنون الزيدي تعمدت أن أذهب للمقهي الذي اعتدت الجلوس عليه بعد واقعة قذف الرئيس الأمريكي بوش بالحذاء.. كنت أتصور أن جميع من في شارعنا والشوارع المجاورة أسعدهم ضربه بالحذاء.. والحقيقة انني كنت مخطئًا.. كانت نسبة تزيد عن 80% سعداء مما حدث.. وقلة رفضت التصرف وقالت إن الصحفي سلاحه القلم وليس الحذاء.. سأبدأ بالمعترضين وأقول إنهم زعموا أن الفعلة شنعاء ومرفوضة وتعتبر إهانة لمهنة الصحافة.. وما كان لمراسل أن يفعلها فهو أمر مستنكر ومرفوض.. قال المعترضون إننا نريد أن ننقي ثقافتنا مما علق بها من أشياء سيئة مثل السباب والضرب بالأحذية "وفرش الملاية" والردح.. هنا تدخل أحد الحاضرين وقال إن الردح ومفرداته موجود في العالم كله.. الإيطاليون واليونانيون والفرنسيون يفعلون ذلك وأكثر منه.. البريطانيون في أحيان كثيرة يلجأون إلي أعنف من هذا خصوصًا في مباريات الكرة. وقد أقدم الإنجليز مثلاً في كأس العالم التي أقيمت بفرنسا عام 1998 علي ما هو أسوأ من ذلك. تدخل شخص آخر من المعترضين وسأل سؤالاً وجيهًا وهو هل كان العراقيون يستطيعون أن يفعلوا ذلك أمام صدام؟ ألم يكن سعيد الصحاف وزير الإعلام يرسم للعراقيين دائرة. ويحذرهم من الخروج عن إطارها! وإذا خرج لا يعرف أحد عنه شيئًا وربما تتبرأ منه القبيلة بأسرها خشية من أن تتم إبادتها. وقال ثالث إن الشعوب العربية مازال أمامها الكثير كي تفهم الديمقراطية. فمنتظر الزيدي الذي ضرب بوش بفردتي حذاء كان يستطيع استغلال مناخ الحرية الذي أصبح متاحًا في العراق ويقف ليسأل أسئلة صعبة ويحرج الرئيس الأمريكي ويكشف تناقضه ويقول له إن الاحتلال خرب العراق ولم يمنحها الديمقراطية كما أشاع.. كان يمكن لمنتظر الزيدي أن يقول لبوش إن وجود القوات العسكرية الأمريكية في العراق جعله هدفًا لإيران وأصبح مهددًا بشبح التقسيم عاجلاً. وأضاف المعترض أن منتصر الزيدي رأي أن الحذاء أقوي من الكلام والمنطق والحجة.. واتهم المتحدث الزيدي بأنه مثال للغوغائية والانفلات الخلقي مشددًا علي أنه لا يدافع عن الرئيس الأمريكي وإنما عن مهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له.. هنا بدأ المؤيدون لقذف بوش بالحذاء يردون.. أولهم كنت أنا عندما ذهبت إلي أن الحذاء إهانة لبوش وليس للصحافة.. منتظر الزيدي كان يرد بالحذاء علي احتلال بلده الذي جاء نتيجة معلومات مزورة من المخابرات الأمريكية عن وجود أسلحة دمار شامل تبين كذبها وانتهاء بالاتفاق الأمني الذي وقعته واشنطن وبغداد بموافقة حكومة المالكي. الحذاء أيها المعترضون كان قذيفة احتجاج ضد اتهام العراق بحوزة الجمرة الخبيثة والمخابيء الذرية للأسلحة النووية وبعلاقة مع القاعدة.. وكلها اتهامات ثبت أن العراق بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وأضفت قائلاً ان جميع الذين انتقدوا الزيدي لقيامه بضرب بوش بالجزمة أغفلوا السبب الذي دعاه لذلك. فالرجل لم يكن عاقد النية علي إتيان الفعلة.. لا يمكن اتهامه بسبق الإصرار والترصد.. شهود العيان قالوا إنه كان يكتب كأي صحفي وقائع المؤتمر الصحفي ويدون ملاحظاته.. وفجأة قال بوش الحرب لم تنته بعد.. انتفض الزيدي واقفا وخلع نعليه ليقذفه بهما..رد فعل طبيعي لمواطن عراقي كان يتصور أن الوجود العسكري الأمريكي في بلاده شارف علي الانتهاء وان العراق سينعم بالهدوء بعد كل الضحايا الذين سقطوا وتعدوا المليون قتيل.. لكن بوش قال إن الحرب لم تنته بعد. جن جنون الزيدي عندما تخيل أن الشعب العراقي سيستمر علي هذا الانقسام والتشيع والحرب الأهلية والمؤامرات.. جن جنون الزيدي عندما بشر بوش العراقيين ان مأساتهم مستمرة.. قالها وهو سعيد.. لكن الزيدي شعر باهانة بالغة.. انفعاله كان طبيعيا كما أكد مراسل صحيفة "الحياة" الذي كان يجلس بجواره.. تصور ان الخراب والدمار والتقسيم والقتل وتهديد إيران سيظل يلاحق بلاده لعشرات السنين القادمة.. انفعل وقذفه بالحذاء بلا تفكير.. لأن بوش - علي عكس العراقيين - يتصور أنه كلما طال البقاء العسكري في العراق. زادت سعادة العراقيين.. جاء الحذاء ليؤكد لبوش أنه مخطيء.. توابع الحذاء كان إعلان بريطانيا سحب قواتها في يوليو 2009 وأعلنها جوردون براون هناك في بغداد وفي مؤتمر صحفي أيضا كالذي حضره الزيدي! ولكن براون تعلم الدرس الذي لم يتعلمه بوش.. عرف أن سحب القوات حتمي وبادر بذلك حتي لا يتلقي حذاء هو الآخر. وقال صديق آخر إن "الحذاء" كان اعتراضًا علي أن الاحتلال الأمريكي أطلق حربًا أهلية وخرب البلد. ودمرها علي رءوس أهلها.. وأصبح العراقيون الذين لم تعجبهم أيام صدام يترحمون عليه. وجاءت أيام أسود من أيام صدام. وقال ثالث يا سادة ضرب بوش بالحذاء احتجاج بليغ.. الذين يقولون أن المنطق والعقل والحجة كانوا لازمين لاقناع بوش وكان يتعين علي الصحفي العراقي أن يحرجه واهمون.. بوش غبي لن يتم إحراجه بأسئلة لانه لا يفهمها.. وهو متصور أنه حقق نصرًا وهو مهزوم.. الحذاء كان احتجاجًا علي أرواح مليون إنسان بريء والحرية لا تستحق وجودها. إذا لم نتمكن من حماية أرواح البشر. وأكد رابع أن بوش جاء ليتلقي التهاني علي ما يتصور أنه إنجازه الأكبر. فوصله الحذاء كتذكار علي أن العراقيين لهم رأي آخر لوجوده في العراق.. لقد قال بوش بعد أن تلقي "الصرمة" القديمة إن هذا يحدث مع حرية التعبير والرأي. لم يفهم بوش الرسالة وهي أن العراقيين يرونه عدوًا. وهو يعتقد أنه محررهم.. العراقيون يرونه حليفًا لإسرائيل ودمرهم لصالحها.. لذلك كله أجمعنا علي أن حذاء الزيدي كان مقالاً سياسيًا بليغًا.. فالبلاغة في اللغة العربية هي الإيجاز وليس هناك أبلغ من ذلك.. لأن قذف بوش بالحذاء تعبير عن كل اليأس العراقي من مستقبل الاحتلال.. وأستعير برنامج الراحل الشهير فؤاد المهندس "كلمتين وبس" والذي كان يحلل فيه سلبيات مصر. وأقول إن ما فعله الزيدي كان "فردتين وبس"!
لمزيد من التفاصيل
أقرأ مدونة (الوعى الصعيدى )ورابطها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق