الكندرة!
(معناها الجزمة ) يا أبن الجزمة يا بوش الحلوف (الخنزير )
أيها القاتل الكلب أبن الزنى وكل كاتب أو صاحب مدونة
يدافع عنك تحت شعار المهنية هو شخص طرحته الموساد
وC/I/Aعلى وجهه ولوطوا به وصوروه حتى يضمنوا
ولائه وكل من يدافع عن الغاصب لأى أرض عربية فعل به
الغجر ذاك حتى يظل عبدا لهم ومنهم قادة كبار جدا جدا
أقرؤا كتب المخابرات حول صناعة الجاسوس والعملاء
أمجد ناصر
18/12/2008
في ربيع عام 2020 وجد باحث فلكلوري من 'إمارة الوسط' شيئاً أثار فضوله، ثم ضحكه، وأخيراً سخطه. كان الباحث منهمكاً، في مكتبته الإليكترونية، بتعقب مثلٍ سمعه من رجل مسنٍّ يتسول أمام دائرة عمومية ولم يفهمه تماماً: من لم يمت بالسيف مات بكندرة! في تلك الأيام كانت المكتبات الإليكترونية الشخصية معروفة على نطاق واسع ولكن آليات البحث فيها لم تكن متطورة كما هي عليه في أيامنا. كان ينبغي للباحث أن يضع تهجئات مختلفة للكلمة، قيد البحث، محاولا تفادي ما يسمى 'عين الفعل' التي لم يجد لها مطورو البرمجيات حلولاً نهائية تجعلها ملائمة للغة القياس العالمية كما هو عليه الوضع الآن. عرف، طبعاً، أن كلمة 'كندرة' متداولة، بالمعنى نفسه، في إمارات الجنوب والشمال، وربما أبعد قليلا. كان هناك من يكتبها بالقاف ومن يكتبها بالكاف. كما عرف أن مصدرها يرقى الى زمنٍ امبراطوريٍّ فضفاضٍ آفلٍ لم يخلف وراءه سوى بعض الكلمات والجسور وسكة حديد رفيعة القضبان أكلها الصدأ وطبخات يتنازع الجوار كله على نسبها. وجد كذلك مترادفات أو تسميات أخرى لكلمة 'كندرة' لم يسمعها من قبل مثل: سبدرينه، نعل، سباط، صرماية، صرمة، جزمة. كان بعض تلك التسميات يحيل الى ضمير مؤنث وآخر يحيل الى ضمير مذكَّر، وأحياناً تختلط الضمائر المذكرة بالمؤنثة التي ترد في سياق المادة اللغوية. كان لا بد أن يحدث ذلك التشعب في البحث، فلم تكن المكتبة الإليكترونية دقيقة مثلما هي عليه الآن. اللغة، أيضا، كانت 'ملخبطة' وتقريبية. كان الباحث يدخل، تلك الأيام، في متاهة متشعبة. شيء يشبه حديقة الطرق المتشعبة التي قرأ خبرها عند كاتب أجنبي أعمى ولد قبل قرنين وظل، للغرابة، متداولاً حتى أيامنا هذه، بل ثمة من تأخذه الحماسة لذلك الكاتب الأعمى الى حد نسب المكتبة الاليكترونية، بوصفها جادة كونية للمعلومات، إلى فكرته عن المكتبة الكون. لم يكن صعباً على الباحث الفلكلوري، إياه، أن يعرف أن كلمة 'سيف' أقدم من كلمة 'كندرة'، ولم يحصل، قط، أن استخدمتا في سياق واحد. أعادته واحدة من نتائج البحث (لم تتكرر مرة ثانية) الى بيتٍ شعريٍّ ربما كان أصل المثل الذي سمعه من الرجل المسن: ومن لم يمت بالسيف مات بغيره.. تعددت الأسباب والموت واحد. كان اسم الشاعر غريباً يصعب حفظه. شيءٌ يشبه 'نبتة' أو 'نباتة'. أي أنه ليس من الأسماء التي تعتبر آباء لذلك الشعر الذي كان يدعى، في مجادلات شعراء ونقاد القرن الماضي، 'الموزون والمقفى' قبل أن يختفي 'الوزن' وتختفي'القافية' ويصبح النثر مادة أثيرة للشعر. الشيء الذي أثار فضول الباحث الفلكلوري الذي كان يتعقب عام 2020 مثلاً سمعه من رجل مسنٍّ، ثم أثار ضحكه، فسخطه، لم يكن الشعر الموزون والمقفى ولا ما تلاه وسمي 'التفعيلة'، مع أنه توقف عند تلك التسميات الغريبة قليلاً، بل الصفحات التي وردت فيها كلمة 'كندرة' ومترادفاتها وكادت تكون بلا نهاية. صفحات وصفحات وصفحات أخذ محرك بحثه الاوتوماتيكي يعرضها له تباعا. كانت الحادثة التي حصلت في عام 2008 قد اشتهرت وطبقت الآفاق واستقطبت، على ما يبدو، أقلاما استغرب الباحث أن تخوض فيها على ذلك النحو. ففي نهاية ذلك العام جاء رئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة' في زيارة الى مدينة السندباد. على نحو سري، متكتم، حطت طائرة الرئاسة التي تحمل رقم 'واحد' في قاعدة عسكرية. كان محافظ مدينة السندباد الذي أوهمه البعض أنه رئيس، مع أنه لم تكن هناك رئاسة ولا وزراء بل مديرون عامون يصرفون أعمالا بلدية، يعرف بأمر الزيارة ولكنه لم يعرف توقيتها، فمثل تلك الأمور كانت خارج نطاق صلاحياته. كانت المناسبة مهمة للرجلين. لرئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة' بوصفه مسؤولاً عن العسكر والنفط والعلاقات الخارجية لحكومة مدينة السندباد (أظهر محرك البحث تسمية هندسية لمقرها هي: المربع الأخضر) ولمحافظ مدينة السندباد الذي يريد البقاء في كرسيه مدة أطول. في مؤتمر صحافي عقده الرجلان في 'المربع الأخضر' قام صحافي شاب بقذف فردتي حذائه في وجه رئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة ' وشكل، برهة من الزمان، روما جديدة ذات صول وجول. لم تصب واحدة من الفردتين المقذوفتين من مسافة عشرة أمتار، أو أقل، وجه الرئيس. مرت الأولى بجانب رأسه فتفاداها بخفضه تحت المنصة الخشبية التي كان يلقي عليها خطابه، فجاءته الثانية سريعا فأعاد، بسرعة بديهة ومرونة عالية، خفض رأسه فأخطأته. لن نتحدث، هنا، عما أصاب قاذف الحذاء (الكندرة، أو القندرة بحسب لفظ الكلمة في إمارات الوسط والشمال والجنوب) لأننا لم نعرف، بالضبط، ما جرى له بعد تلك الفعلة التي تعتبر قمة الإهانة في ثقافة مدينة السندباد وأمثالها السائرة. تحول الفضول الذي أصاب الباحث الفلكلوري عندما رأى الصفحات التي تتناول الحذاء تكرُّ، الواحدة تلو الأخرى، إلى ضحك. صار يضحك ويضحك حتى كادت تنفجر خاصرتاه، فقد كانت هناك تعليقات ذكية صنعت مجازات ظريفة، إن لم تكن كوميدية، للحذاء. أفرغت الحادثة والحذاء المستخدم فيها (حتى ان محرك البحث أظهر مقاسه ونوع جلده ومكان صنعه) طاقة كوميدية كانت كامنة في أناس تلك الأيام العصيبة. قاده البحث المتشعب الى صفحات، ذات صلة، تحدثت عما يسمى في علم النفس 'التطهر'. فيبدو أن أناس تلك الفترة كانوا يعيشون نوعاً من الإثم الجماعي، نوعاً من الإحساس المريع بالذنب والتقصير، فقام الحذاء المقذوف بتطهيرهم منه، أو بتخليصهم، مؤقتاً، من ذلك الشعور الثقيل. لم يكن غريباً أن يقرأ تعليقات تقول إن حادثة الحذاء شكلت ضرباً من العلاج (استخدمت الكلمة الأجنبية: ثيرابي). ساعات طويلة قضاها الباحث الفلكلوري وهو يدخل متاهة في مكتبته الإليكترونية ويخرج من أخرى، حتى انتبه، أخيراً، الى أن أياً من تلك الصفحات لم تتوقف عند هدف الزيارة الرئاسية. صحيح أن رئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة' (صار ولايات عدة كما بتنا نعرف اليوم) جاء لوداع مبعوثيه ورسله في مدينة السندباد لمناسبة انتهاء ولايته، ولكن الهدف الحقيقي من تلك الزيارة لم يكن بروتوكولياً فقط. فقد وقع المعاهدة، إياها، التي يحمّلها أناس المنطقة، اليوم، ما حصل بعدها في تلك البلاد. وما حدث، بعد ذلك، يعرفه الباحث الفلكلوري في 'إمارة الوسط' جيداً.
18/12/2008
في ربيع عام 2020 وجد باحث فلكلوري من 'إمارة الوسط' شيئاً أثار فضوله، ثم ضحكه، وأخيراً سخطه. كان الباحث منهمكاً، في مكتبته الإليكترونية، بتعقب مثلٍ سمعه من رجل مسنٍّ يتسول أمام دائرة عمومية ولم يفهمه تماماً: من لم يمت بالسيف مات بكندرة! في تلك الأيام كانت المكتبات الإليكترونية الشخصية معروفة على نطاق واسع ولكن آليات البحث فيها لم تكن متطورة كما هي عليه في أيامنا. كان ينبغي للباحث أن يضع تهجئات مختلفة للكلمة، قيد البحث، محاولا تفادي ما يسمى 'عين الفعل' التي لم يجد لها مطورو البرمجيات حلولاً نهائية تجعلها ملائمة للغة القياس العالمية كما هو عليه الوضع الآن. عرف، طبعاً، أن كلمة 'كندرة' متداولة، بالمعنى نفسه، في إمارات الجنوب والشمال، وربما أبعد قليلا. كان هناك من يكتبها بالقاف ومن يكتبها بالكاف. كما عرف أن مصدرها يرقى الى زمنٍ امبراطوريٍّ فضفاضٍ آفلٍ لم يخلف وراءه سوى بعض الكلمات والجسور وسكة حديد رفيعة القضبان أكلها الصدأ وطبخات يتنازع الجوار كله على نسبها. وجد كذلك مترادفات أو تسميات أخرى لكلمة 'كندرة' لم يسمعها من قبل مثل: سبدرينه، نعل، سباط، صرماية، صرمة، جزمة. كان بعض تلك التسميات يحيل الى ضمير مؤنث وآخر يحيل الى ضمير مذكَّر، وأحياناً تختلط الضمائر المذكرة بالمؤنثة التي ترد في سياق المادة اللغوية. كان لا بد أن يحدث ذلك التشعب في البحث، فلم تكن المكتبة الإليكترونية دقيقة مثلما هي عليه الآن. اللغة، أيضا، كانت 'ملخبطة' وتقريبية. كان الباحث يدخل، تلك الأيام، في متاهة متشعبة. شيء يشبه حديقة الطرق المتشعبة التي قرأ خبرها عند كاتب أجنبي أعمى ولد قبل قرنين وظل، للغرابة، متداولاً حتى أيامنا هذه، بل ثمة من تأخذه الحماسة لذلك الكاتب الأعمى الى حد نسب المكتبة الاليكترونية، بوصفها جادة كونية للمعلومات، إلى فكرته عن المكتبة الكون. لم يكن صعباً على الباحث الفلكلوري، إياه، أن يعرف أن كلمة 'سيف' أقدم من كلمة 'كندرة'، ولم يحصل، قط، أن استخدمتا في سياق واحد. أعادته واحدة من نتائج البحث (لم تتكرر مرة ثانية) الى بيتٍ شعريٍّ ربما كان أصل المثل الذي سمعه من الرجل المسن: ومن لم يمت بالسيف مات بغيره.. تعددت الأسباب والموت واحد. كان اسم الشاعر غريباً يصعب حفظه. شيءٌ يشبه 'نبتة' أو 'نباتة'. أي أنه ليس من الأسماء التي تعتبر آباء لذلك الشعر الذي كان يدعى، في مجادلات شعراء ونقاد القرن الماضي، 'الموزون والمقفى' قبل أن يختفي 'الوزن' وتختفي'القافية' ويصبح النثر مادة أثيرة للشعر. الشيء الذي أثار فضول الباحث الفلكلوري الذي كان يتعقب عام 2020 مثلاً سمعه من رجل مسنٍّ، ثم أثار ضحكه، فسخطه، لم يكن الشعر الموزون والمقفى ولا ما تلاه وسمي 'التفعيلة'، مع أنه توقف عند تلك التسميات الغريبة قليلاً، بل الصفحات التي وردت فيها كلمة 'كندرة' ومترادفاتها وكادت تكون بلا نهاية. صفحات وصفحات وصفحات أخذ محرك بحثه الاوتوماتيكي يعرضها له تباعا. كانت الحادثة التي حصلت في عام 2008 قد اشتهرت وطبقت الآفاق واستقطبت، على ما يبدو، أقلاما استغرب الباحث أن تخوض فيها على ذلك النحو. ففي نهاية ذلك العام جاء رئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة' في زيارة الى مدينة السندباد. على نحو سري، متكتم، حطت طائرة الرئاسة التي تحمل رقم 'واحد' في قاعدة عسكرية. كان محافظ مدينة السندباد الذي أوهمه البعض أنه رئيس، مع أنه لم تكن هناك رئاسة ولا وزراء بل مديرون عامون يصرفون أعمالا بلدية، يعرف بأمر الزيارة ولكنه لم يعرف توقيتها، فمثل تلك الأمور كانت خارج نطاق صلاحياته. كانت المناسبة مهمة للرجلين. لرئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة' بوصفه مسؤولاً عن العسكر والنفط والعلاقات الخارجية لحكومة مدينة السندباد (أظهر محرك البحث تسمية هندسية لمقرها هي: المربع الأخضر) ولمحافظ مدينة السندباد الذي يريد البقاء في كرسيه مدة أطول. في مؤتمر صحافي عقده الرجلان في 'المربع الأخضر' قام صحافي شاب بقذف فردتي حذائه في وجه رئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة ' وشكل، برهة من الزمان، روما جديدة ذات صول وجول. لم تصب واحدة من الفردتين المقذوفتين من مسافة عشرة أمتار، أو أقل، وجه الرئيس. مرت الأولى بجانب رأسه فتفاداها بخفضه تحت المنصة الخشبية التي كان يلقي عليها خطابه، فجاءته الثانية سريعا فأعاد، بسرعة بديهة ومرونة عالية، خفض رأسه فأخطأته. لن نتحدث، هنا، عما أصاب قاذف الحذاء (الكندرة، أو القندرة بحسب لفظ الكلمة في إمارات الوسط والشمال والجنوب) لأننا لم نعرف، بالضبط، ما جرى له بعد تلك الفعلة التي تعتبر قمة الإهانة في ثقافة مدينة السندباد وأمثالها السائرة. تحول الفضول الذي أصاب الباحث الفلكلوري عندما رأى الصفحات التي تتناول الحذاء تكرُّ، الواحدة تلو الأخرى، إلى ضحك. صار يضحك ويضحك حتى كادت تنفجر خاصرتاه، فقد كانت هناك تعليقات ذكية صنعت مجازات ظريفة، إن لم تكن كوميدية، للحذاء. أفرغت الحادثة والحذاء المستخدم فيها (حتى ان محرك البحث أظهر مقاسه ونوع جلده ومكان صنعه) طاقة كوميدية كانت كامنة في أناس تلك الأيام العصيبة. قاده البحث المتشعب الى صفحات، ذات صلة، تحدثت عما يسمى في علم النفس 'التطهر'. فيبدو أن أناس تلك الفترة كانوا يعيشون نوعاً من الإثم الجماعي، نوعاً من الإحساس المريع بالذنب والتقصير، فقام الحذاء المقذوف بتطهيرهم منه، أو بتخليصهم، مؤقتاً، من ذلك الشعور الثقيل. لم يكن غريباً أن يقرأ تعليقات تقول إن حادثة الحذاء شكلت ضرباً من العلاج (استخدمت الكلمة الأجنبية: ثيرابي). ساعات طويلة قضاها الباحث الفلكلوري وهو يدخل متاهة في مكتبته الإليكترونية ويخرج من أخرى، حتى انتبه، أخيراً، الى أن أياً من تلك الصفحات لم تتوقف عند هدف الزيارة الرئاسية. صحيح أن رئيس البلد الذي كان يسمى 'الولايات المتحدة' (صار ولايات عدة كما بتنا نعرف اليوم) جاء لوداع مبعوثيه ورسله في مدينة السندباد لمناسبة انتهاء ولايته، ولكن الهدف الحقيقي من تلك الزيارة لم يكن بروتوكولياً فقط. فقد وقع المعاهدة، إياها، التي يحمّلها أناس المنطقة، اليوم، ما حصل بعدها في تلك البلاد. وما حدث، بعد ذلك، يعرفه الباحث الفلكلوري في 'إمارة الوسط' جيداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق