تصريحات مبارك تتسبب في احباط الجماهير المصرية
31/12/2008
القاهرة ـ 'القدس العربي' من حسام أبو طالب: كشفت الساعات الماضية عن أن رهان الحكومة المصرية على عنصر الوقت في تبديد حالة الغضب العارم التي تسيطر على مختلف بيوت مصر خاسر ، فقد ازدادت حالة السخط العام في الشارع المصري بسبب حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها مليونا مواطن في غزة وقد جاءت تصريحات الرئيس مبارك التي أطلقها في كلمة متلفزة ظهر أمس لتزيد من حجم الغضب في صدور المصريين وذلك بعد أن شدد على أنه لن يفتح معبر رفح مهما كانت الأسباب إلا من أجل إدخال المساعدات الإنسانية.ففي الإسكندرية والبحيرة والمنوفية والغربية ودمياط وكلها محافظات تقع شمال القاهرة تضخمت كرة الغضب للحد الذي دفع القوى الوطنية لتحقيق حلم كان مستحيل المنال وهو تحقيق مظاهرة مليونية حيث بلغ عدد المشاركين في تلك المظاهرات التي إنطلقت في توقيت متزامن مليون شخص.أما المثير للدهشة بالنسبة للمؤسسات الأمنية المختلفة فهو إنتقال أجواء المظاهرات وحالة العصيان العام للقرى والنجوع وهو ما حدث في عدد من المحافظات في الشرقية والغربية والبحيرة حيث خرج مواطنون يمثلون قرى بأكملها للحقول والمزارع وهم يرددون الهتافات التي تندد بالأنظمة العربية التي تحاصر الفلسطينيين وبرفض مصر السماح بتقديم المساعدات لهم بينما يقدم الغاز لإسرائيل لتضرب به العزل في القطاع.ويكشف النقاب عن حالة التوجس والقلق التي يعيشها كبار المسؤولين القرار الذي صدر لمختلف قيادات وزارة الداخلية بترك مكاتبها والنزول للشوارع لضبط الحالة الالمنية والحيلولة دون إنفلات الأوضاع. وقد إكتظ ميدان التحرير القريب من حي لاظوغلي حيث مقر وزارة الداخلية بكبار القيادات وأصحاب الرواتب العليا يتقدمون الآلاف من جنود الشرطة السريين فضلاً عن شاحنات الأمن المركزي التي حاصرت العديد من أحياء العاصمة.كما حاصرت القوى الأمنية مبنى الجامعة العربية خشية إندلاع المظاهرات على إثر كلمة مبارك.وبالرغم من الإحتياطات الأمنية الهائلة إلا أن جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بشعبية واسعة وساهمت الأحداث المشتعلة في إزدياد الإلتفاف حولها نجحت في أن تباغت الأجهزة الأمنية حيث سيرت مظاهرة ضخمة في حي السيدة زينب شارك فيها عشرة آلاف شخص وبعد ساعة تحرك المتظاهرون في الشوارع المحيطة ليلتحم بهم ما يزيد على ألف متظاهر من أبناء الحي الأكثر شعبية وفقراً.وردد هؤلاء الشعارات المنددة للنظام ومن بينها (يا إستشهادي يا إستشهادي إضرب ..إضرب تل أبيب ..أكتب علي حيطة الزنزانة ..التطبيع عار وخيانة..)وفي مدينة كفر الزيات خرج معظم أهالي المدينة من منازلهم إثر إنتشار الأنباء التي تحدثت عن هدم خمسة مساجد وارتفاع عدد المصابين عن ألف وخمسمائة مصاب ليشكلوا تجمعات كبيرة تطلق الهتافات التي تندد بتخاذل الأنظمة العربية وفي مقدمتها النظام المصري عن نجدة أهالي غزة.وقد إرتبكت السلطات بسبب الأعداد الغفيرة التي شاركت في المظاهرة.وفي محافظة دمياط الواقعة شمال القاهرة أغلق معظم أبناء المدينة الذين يعملون بصناعة الأثاث مصانعهم والورش التي يمتلكونها وأطلقوا المسيرات الغاضبة التي تطالب الرئيس مبارك بفتح معبر رفح بشكل عاجل وعدم الإنصياع للضغوط الإسرائيلية والأمريكية مهما كانت قوتها.وقد إنطلق آلاف المواطنون بمدينة الزرقا التابعة لدمياط للشوارع حيث تجمعوا أمام أكبر مساجد المدينة وأخذوا يهتفون (يا زهار قول لهنية أوعى تسيب البندقية )وعرفت مدينة فارسكور التابعة لنفس المحافظة المظاهرات للمرة الأولى وردد أهلها(قومي يا أمة وعلّي الصوت ..أصل سكوتك معناه موت).وفي مدينة المحلة الكبرى خرج مئات الآلاف من مصانعهم ليتظاهروا مطالبين مبارك بألا يقزم مصر وأن يوقف مهزلة حصار غزة وعبر هؤلاء عن مخاوفهم من أن يتحول المصريون لشعب منبوذ بين العالم العربي.أما في مدينة المنصورة فقد خرجت الأسر من بيوتها حاملة الأطفال والمصاحف وهم يرددون لا إله إلا الله اليهود أعداء الله.وفي كفر الدوار إحدى القلاع الصناعية الكبرى إرتدت النسوة والفتيات الملابس السوداء واحتشدن بجوار الرجال رافعين اللافتات التي تندد بالأنظمة العربية العميلة لإسرائيل وأمريكا.وفي مدينة السنبلاوين التابعة لمحافظة الدقهلية خرج الآلاف من أبناء المدينة حاملين المصاحف وهم يطالبون النظام بأن يدعهم للحاق بالمجاهدين في غزة كي لا يخسروا آخرتهم بعد أن خسروا دنياهم على أيدي المسؤولين الفاسدين الذين سطوا على ثروات البلاد.وقد قامت السلطات الأمنية بالنزول بأعداد غفيرة للشوارع وطلبت مديريات الأمن في العديد من المحافظات لاسيما الإسكندرية والبحيرة قوات أمن إضافية من المحافظات القريبة وذلك لمواجهة المظاهرات العارمة ، وما أزعج تلك السلطات أن الكثير من تلك المسيرات تنطلق بعفوية وبدون موعد مسبق حيث يتجمع الأهالي في أي من الأسواق ويتحدثون فيما بينهم عن الأوضاع المأسوية التي يعيشها أهالي غزة ثم سرعان ما يبدأون في التظاهر بدون أدنى إعتبار للعواقب التي قد تنتهي بالإعتقال.وقد كشفت الأيام الماضية عن حالة من السخط العام بين العديد من المواطنين بسبب حالة اللامبالاة التي يبديها كبار المسؤولين تجاه تردي الأوضاع حيث إنتظر المواطنون ليخرج عليهم الرئيس مبارك في كلمة متلفزة ليصيبهم بكثير من الإحباط عن عزمه الإبقاء على إغلاق المعبر وهم الذين كانوا ينتظرون منه أن ينقل لهم خبراً سارا.ً
تابعونا على مدونة
الوعى الصعيدى
رابطها
http;//aldayroti.maktoobblog.com
بريد اليكترونى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق