مليشيات الإخوان واستشهادي الخضيري
محمود سلطان : بتاريخ 30 - 12 - 2008
لا أدري مدى صحة ما نسب إلى الزميل الأستاذ مجدي حسين، بأنه قال يوم أمس 30 ديسمبر 2008، أن الإخوان المسلمين، أرسلوا مليشيات إلى غزة للقتال بجانب حماس.. لقد نقل لي الزميل "سامي بلتاجي" الصحفي بـ"المصريون" مساء أمس، قبيل صدور العدد بساعة كلاما مشابها، ولكن بصورة مخففة، وقال إنه سمع ـ أثناء تغطيته للمظاهرات ـ من حسين إن "مجاهدي" الإخوان نجحوا في الدخول إلى القطاع ، وعندما طالبته أن يكون دقيقا في عباراته لأن مثل هذا الخبر جد خطير، قال إنه التبس عليه الأمر وما إذا كان الأستاذ مجدي قال إنهم دخلوا للقتال أم لإيصال المعونات.. ملت ـ بعدها ـ إلى عدم نشر الخبر على هذا النحو، لأن الإخوان ليسوا على هذا القدر من "التهور"، ويعلمون جيدا قيمة الفاتورة التي سيسددونها حال صدر منهم مثل هذا الكلام ولو كان من باب المزايدة.بعض القنوات الفضائية المصرية، حاولت استثمار تصريحات أمين عام حزب العمل، لإعادة فتح "ملف العنف" لدى الإخوان، ورجح بعض الضيوف، سيما المعروف عنهم عدائهم للحركات الإسلامية الاحتجاجية، إلى صحة ما نسب إلى مجدي حسين، استنادا إلى "تراث العنف" الإخواني، وإلى سلطتها الروحية على حركة حماس.. وفي سياق شرع في تحميل الأخيرة في فلسطين والأولى في مصر، مسئولية محرقة يوم السبت الماضي في غزة!لم يكن الصحفيون ـ باستثناء الزميل أحمد حسن بكر في "المصريون" ـ قد نقلوا دعوة نائب رئيس محكمة النقض، المستشار محمود الخضيري، إلى تشكيل "فرق استشهادية" مكونة من 10 آلاف شاب مصري، يقودها بنفسه لفتح معبر رفع بالقوة، ونشر القاضي الكبير رقم هاتفه للتيسير على المتطوعيين الاتصال به!اقتراح نائب رئيس أعلى سلطة قضائية في مصر، كانت من الجرأة والخطورة، ما حملنا في "المصريون" على الاتصال به، من قبيل لـ"يطمئن قلبي"، رغم يقيننا أن القاضي، لا يسطر كلمة ولا ينطقها إلا بعد وزنها بميزان العدالة ،وارتاح لحيثياتها واطمئن لها قبله وضميره.. فاعاد التأكيد على اقتراحه الذي قدمه في مؤتمر شعبي حاشد في البحيرة مساء أمس.اتوقع أنه لو كانت الصحف قد أدركت مؤتمر البحيرة، لنال قاضي مصر الكبير ـ من التيار الاستسلامي في مصر ـ باسم "الواقعية السياسية" ما نال الإخوان من نقد وتهكم على ما نسب إليهما من أفعال أومقترحات!والحال أن مانسب للجماعة ـ حتى لو كان صحيحيا وهو ما استبعده ـ وما اقترحه المستشار محمود الخضيري، يأتي في سياق مشاعر الإحباط واليأس وعدم الثقة في نظام تخلى عن دوره الإنساني إزاء ما يحدث في فلسطين اجمالا.. فمن الطبيعي إذن أن تظهر الحركات والجماعات والتنظيمات والاقتراحات البديلة، لتشغل هذا "الفراغ"، ولتقوم بـ"دور الدولة" بعد أن دخلت الأخيرة في غيبوبة سياسية، قطعت آخر ما تبقى لها من صلات مع التاريخ والجغرافيا.sultan@almesryoon.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق