25 ديسمبر، 2008

منتظر الديروطى الزيدى العبيدى الشيعى بعيون سعودية شريفة تتعامل مع الفعل وليس صاحب الفعل


أشرعة
إبراهيم عبدالله مفتاح
ثمن الحرية
الآن، وبعد أن انفض السامر وذهبت الطيور بأرزاقها، وغرف الكتاب، والصحفيون، والسياسيون – على مختلف توجهاتهم – من بئر حادثة قذف الرئيس الأمريكي «دبليو بوش» بحذاء عراقي كقبلة وداعية لمغادرته كرسي أقوى دولة في العالم في وقتنا الحاضر.بعد ذلك كله أجيء متأخرا حتى لا تفوتني حسنات الكتابة عن الرئيس المنتهي تاريخ صلاحيته، من منطلق أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها التي تحدث لرئيس دولة، إذ إنه منذ سنوات – غير بعيدة في التاريخ المعاصر – تعرض المستشار الألماني السابق «جيرهارد شرويدر» لصفعة من مواطن ألماني عاطل عن العمل، وكانت ردة فعل المستشار أن عفا عنه، وربما أوجد له عملا يؤمن حياته، لأن البطالة كانت هي الدافع الرئيس لقيام ذلك المواطن الألماني بما قام به.. وليس ببعيد عن ذلك ما قام به بعض المعارضين الإسرائيليين من قذف الرئيس الفرنسي السابق – أيضا – «جاك شيراك» ببعض المقذوفات وسحبه من مكانه، ولم يغضب الرئيس الفرنسي، أو ينفعل من تلك التصرفات السيئة التي لم تقدر «شيراك» حق قدره كرئيس دولة كبرى، ولأن الفاعلين إسرائيليون، لم تأخذ تلك الحادثة أبعادها من ردود فعل عالمية مدوية كما حدث لفردتي حذاء الصحفي العراقي «منتظر الزيدي»، يضاف إلى ذلك أن كون الذين قاموا بذلك العمل – ضد الرئيس الفرنسي – ينتمون إلى إسرائيل فإن «كل ما يفعل المليح مليح».. أما هذا العراقي الذي رأى ويرى دماء مواطني «عراقه المنكوب»، تسفح كل يوم بل كل ساعة، وتجيئه الإحصائيات بأن أكثر من مليوني عراقي قد أزهقت أرواحهم، وأن ما يفوق هذا العدد أضعافا، يعيشون مآسي الجراحات، والعاهات، والتشرد، والشتات، والتعذيب، وانتهاكات الأعراض، وبشاعات معتقل «أبو غريب» وغيره من المعتقلات الأخرى، فإن «قبلة وداعه» للرئيس الأمريكي – الذي تمت في عهده كل الأشياء – تعتبر جريمة لا تغتفر، وأن هذه «القبلة التاريخية» كانت «ثمن الحرية» – على حد تعبير الرئيس الأمريكي نفسه – فأية حرية هذه التي تغتسل بالدماء صباح مساء، لا في العراق وحده بل وفي أفغانستان وباكستان وغيرهما، ناهيك عما يحدث في فلسطين على يد الدولة العبرية من قتل وتدمير واغتيالات وحصار وتجويع، بمباركة أمريكية ودعم أمريكي في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية.. إن السؤال المطروح اليوم هو: هل هذه القبلة الحذائية أكثر بشاعة مما يحدث في أنحاء متفرقة من العالم؟

ليست هناك تعليقات: