الثلاثاء,ديسمبر 23, 2008
منتظر الديروطى ودعوته لأنتفاضة الجزمة !!هيا يأطفال العراق النشامى من الآن أرجموا الغجر المحتلين
حين تدوس أحذية البواسل رؤوس الافاعي
منتظر الديروطى ودعوته لأنتفاضة الجزمة !!هيا يأطفال العراق النشامى من الآن أرجموا الغجر المحتلين
حين تدوس أحذية البواسل رؤوس الافاعي
محمد المحسن
23/12/2008
الإهداء:.. إلى منتظر الزيدي.. في رفضه الشامخ. 'ورغم'نباحهم'.. كم كان صوتُك عذبا.. كأنّ جميع الطيور قد شُرّدَت وهي تشدو.. وبين الغيوم لمحت 'حذاءك'.. كان وطنيا.. ورمزَ القصاص.. ومازال لم يفهم الأغبياء.. بأنّ رمي'الحذاء'في وجه الطغاة.. مثل الرصاص.. طريق الخلاص.. ' (مظفر النو اب-بتصرف طفيف).. سقوط بغداد في يد المعتدين الأمريكيين يستدعي من الذاكرة سقوط بغداد في يد جيش المغول عام 1258، حينما دمّر جيش هولاكو المدينة العظيمة وقتل سكّانها وانتقم من الحضارة المجسّدة فيها وألقى الكتب-عنوان هذه الحضارة وحصيلتها وسجل الإنجازات الإنسانية لذلك الزمان، في نهر دجلة الذي بقي ماؤه مصطبغا بلون الحبر، الذي غطّى على لون الدّم أيّاما عديدة على ما يقول المؤرخون. وبالأمس.. بعد 745عاما قام المعتدون الأمريكيون الواعون لما يفعلون والمسلحون بالأسلحة الفتّاكة والزاعمون أنّهم جاؤوا لكشف واتلاف ما تملك سلطات بغداد من أسلحة الدمار الشامل بمتابعة المسيرة 'المجيدة' لهولاكو وجيشه والأسلحة المحرّمة دوليا كالقنابل العنقودية والأسلحة التي تستخدم اليورانيوم المستنفد، وربّما أسلحة دمار شامل لم يكشف الستار عنها لم تستعمل في العراق لإلحاق الأذى بحياة وصحة الجيل الحالي من سكّانه فحسب، إنّما لإلحاق الأذى أيضا بحياة و صحة الأجيال اللاحقة في العراق وفي البلدان المجاورة على الأرجح. الأيّام ستظهر لنا حجم الجريمة التي ارتكبها المعتدون الأمريكيون في العراق وهي أفظع وأشنع مما قام به جيش هولاكو في ذلك الزمان، ربّما لم يدرك جيش المغول البدوي قيمة الكتب التي أتلفها فالغزوات البدوية في الماضي كانت تسفك الدماء وتدمّر ما لا تستفيد منه. وتنهب ما ترى فائدة فيه لها. لكن الأمريكيين يعرفون قيمة المتاحف وكونها تحوي تراثا يخصّ الإنسانية كلّها لا العراق وحده، وهم يعرفون أيضا قيمة الجامعات وقيمة مكتباتها ومخابرها، فعلامَ تدميرها وسرقة محتوياتها؟! وعلامَ تدمير الأسس التي تقوم عليها دولة عراقية جديدة؟ لكن الذين لا يحترمون قيمة حياة البشر، هل سيحترمون الكتب والمتاحف والجامعات؟وإذن؟اهتزّت إذن، عاصمة الخلافة العباسية بفعل القنابل الذكية (ولست أدري إن كنّا مثلها أذكياء)، شاهدنا احتراقها وانفجار القلب بها ففطرت قلوبنا، سمعنا صراخها قادم عبر فضاء تزاحم فيه الألم، فسيل الدّمع ليحرق أكاذيب الواقع ووهم حكمة السلطان، رأينا نارها مشتعلة تلتهم مقار لجامعة الدول العربية ومناطق حرّة وسوق مشتركة، رأينا نسل زمن العولمة (كروز، توماهوك) وهو يحرق ثيابها فيعرّيها أمام الجميع، أقدام جنود ما بعد الإمبريالية تدوس بزهو تاريخ الأمة-الواحد-وتمزّق ستائر الحجب عن مطابخ القصور المملوكية وتلقي بقطع اللحم المتخاذل والتواطؤ في عرض الطريق وتعلّق ملابس الشرعية على نوافذ مبنى الأمم غير المتحدة.. ما أريد أن أقول؟أردت القول أنّ بغداد قد دٌمّرت بأعنف قصف استعماري شهده القرن العشرون والقرن الجديد. وما ألقته أمريكا من قنابل فوق بغداد يفوق عشرات المرّات من حيث التأثيرات ما ألقته أمريكا من قبل فوق هيروشيما. كانت بغداد عزيزة لتاريخها وعلمها وشعبها وتراثها، لكنّها صارت معشوقة مثل بنات الأساطير وهي تقاتل التنين فتشفي بمعاركها جراحنا في بور سعيد ونكسة67 ومدرسة بحر البقر.. . دُمّرت بغداد بعد أن عطرّت أنفاسها تاريخ التحرّر في القدس ودمشق والقاهرة ومع زوال النظام العراقي تنسلخ طبقات الدولة القديمة وأجهزتها عن عصب المقاومة الشعبية القادرة على صوغ ملاحم التصدي، أصبح القتال في بغداد جزءا من الحرية، لكنّه ليس كل الحرية، وجزءا من التحرّر، لكن ليس كل التحرّر من عبء الوجود الإستعماري الإقتصادي والسياسي والثقافي العام في المنطقة. دُمرت الدولة في بغداد لكن الأبواب قد فُتحت على مصراعيها للمعارك الحقيقية وفيها سيتمرّس الشعب بالديمقراطية التي تلزمه لتعميم القتال ومواجهة الإستعمار، دُمرت الدولة لكن الوعي قد استبقى مما جرى دروسا هامة، فقد تبيّن أنّ ـ سطوة القاتل وديمومة قهره- وهْم مبالغ فيه وأنّ بمقدرة-فردتَي حذاء- لعراقي جاسر تعرية الواقع، وإلحاق الهزيمة في بعدها الرمزي بكبار طغاة التاريخ، وأنّ بلاد الرافدين التي ما هادنت الدّهر يوما ، ستعتزّ حتما بأبنائها الذين يقاتلون المحتَّل بالظفر والنّاب ويرجمون ـ وجهه-بأحذية سيكون لها مكانها الوثير في متحقف التاريخ.. واليوم.. يقف اليوم، الجنود الأمريكيون في مواجهة العراقيين على أرض بغداد، لقد تخلّص العراقيون من جحيم لا تزال أثاره تزحف على وجوههم وأرواحهم وأيّامهم ولكنّهم اُدخلوا في جحيم آخر يعدهم صانعوه-كم وعد آخرون من قبل- بالفردوس. يعرف العراقيون من أرشيف المعاناة والحزن والقهر ذلك الأرشيف الذي لا يمكن حرقه أو نهبه-أنّ الآخرين لا يصنعون الفردوس، لا بل قد يعلمون أكثر من غيرهم أنّ الفردوس أسطورة نسجها أجدادهم قبل آلاف السنين وأنّ لا مفرّ من الجحيم الأرضي لكنّهم هذه المرّة سينسجون أسطورتهم بيدهم وعلى هواههم وسيكونون آخر من يخرج من الفردوس.. وهكذا ستداس رؤوس الأفاعي ـ بأحذية - رجال ارتقوا بقرارهم إلى منصة الدّم والشهادة.. 'كاتب من تونس
كتبها عبد الرجال الديروطى في 07:16 صباحاً ::
23/12/2008
الإهداء:.. إلى منتظر الزيدي.. في رفضه الشامخ. 'ورغم'نباحهم'.. كم كان صوتُك عذبا.. كأنّ جميع الطيور قد شُرّدَت وهي تشدو.. وبين الغيوم لمحت 'حذاءك'.. كان وطنيا.. ورمزَ القصاص.. ومازال لم يفهم الأغبياء.. بأنّ رمي'الحذاء'في وجه الطغاة.. مثل الرصاص.. طريق الخلاص.. ' (مظفر النو اب-بتصرف طفيف).. سقوط بغداد في يد المعتدين الأمريكيين يستدعي من الذاكرة سقوط بغداد في يد جيش المغول عام 1258، حينما دمّر جيش هولاكو المدينة العظيمة وقتل سكّانها وانتقم من الحضارة المجسّدة فيها وألقى الكتب-عنوان هذه الحضارة وحصيلتها وسجل الإنجازات الإنسانية لذلك الزمان، في نهر دجلة الذي بقي ماؤه مصطبغا بلون الحبر، الذي غطّى على لون الدّم أيّاما عديدة على ما يقول المؤرخون. وبالأمس.. بعد 745عاما قام المعتدون الأمريكيون الواعون لما يفعلون والمسلحون بالأسلحة الفتّاكة والزاعمون أنّهم جاؤوا لكشف واتلاف ما تملك سلطات بغداد من أسلحة الدمار الشامل بمتابعة المسيرة 'المجيدة' لهولاكو وجيشه والأسلحة المحرّمة دوليا كالقنابل العنقودية والأسلحة التي تستخدم اليورانيوم المستنفد، وربّما أسلحة دمار شامل لم يكشف الستار عنها لم تستعمل في العراق لإلحاق الأذى بحياة وصحة الجيل الحالي من سكّانه فحسب، إنّما لإلحاق الأذى أيضا بحياة و صحة الأجيال اللاحقة في العراق وفي البلدان المجاورة على الأرجح. الأيّام ستظهر لنا حجم الجريمة التي ارتكبها المعتدون الأمريكيون في العراق وهي أفظع وأشنع مما قام به جيش هولاكو في ذلك الزمان، ربّما لم يدرك جيش المغول البدوي قيمة الكتب التي أتلفها فالغزوات البدوية في الماضي كانت تسفك الدماء وتدمّر ما لا تستفيد منه. وتنهب ما ترى فائدة فيه لها. لكن الأمريكيين يعرفون قيمة المتاحف وكونها تحوي تراثا يخصّ الإنسانية كلّها لا العراق وحده، وهم يعرفون أيضا قيمة الجامعات وقيمة مكتباتها ومخابرها، فعلامَ تدميرها وسرقة محتوياتها؟! وعلامَ تدمير الأسس التي تقوم عليها دولة عراقية جديدة؟ لكن الذين لا يحترمون قيمة حياة البشر، هل سيحترمون الكتب والمتاحف والجامعات؟وإذن؟اهتزّت إذن، عاصمة الخلافة العباسية بفعل القنابل الذكية (ولست أدري إن كنّا مثلها أذكياء)، شاهدنا احتراقها وانفجار القلب بها ففطرت قلوبنا، سمعنا صراخها قادم عبر فضاء تزاحم فيه الألم، فسيل الدّمع ليحرق أكاذيب الواقع ووهم حكمة السلطان، رأينا نارها مشتعلة تلتهم مقار لجامعة الدول العربية ومناطق حرّة وسوق مشتركة، رأينا نسل زمن العولمة (كروز، توماهوك) وهو يحرق ثيابها فيعرّيها أمام الجميع، أقدام جنود ما بعد الإمبريالية تدوس بزهو تاريخ الأمة-الواحد-وتمزّق ستائر الحجب عن مطابخ القصور المملوكية وتلقي بقطع اللحم المتخاذل والتواطؤ في عرض الطريق وتعلّق ملابس الشرعية على نوافذ مبنى الأمم غير المتحدة.. ما أريد أن أقول؟أردت القول أنّ بغداد قد دٌمّرت بأعنف قصف استعماري شهده القرن العشرون والقرن الجديد. وما ألقته أمريكا من قنابل فوق بغداد يفوق عشرات المرّات من حيث التأثيرات ما ألقته أمريكا من قبل فوق هيروشيما. كانت بغداد عزيزة لتاريخها وعلمها وشعبها وتراثها، لكنّها صارت معشوقة مثل بنات الأساطير وهي تقاتل التنين فتشفي بمعاركها جراحنا في بور سعيد ونكسة67 ومدرسة بحر البقر.. . دُمّرت بغداد بعد أن عطرّت أنفاسها تاريخ التحرّر في القدس ودمشق والقاهرة ومع زوال النظام العراقي تنسلخ طبقات الدولة القديمة وأجهزتها عن عصب المقاومة الشعبية القادرة على صوغ ملاحم التصدي، أصبح القتال في بغداد جزءا من الحرية، لكنّه ليس كل الحرية، وجزءا من التحرّر، لكن ليس كل التحرّر من عبء الوجود الإستعماري الإقتصادي والسياسي والثقافي العام في المنطقة. دُمرت الدولة في بغداد لكن الأبواب قد فُتحت على مصراعيها للمعارك الحقيقية وفيها سيتمرّس الشعب بالديمقراطية التي تلزمه لتعميم القتال ومواجهة الإستعمار، دُمرت الدولة لكن الوعي قد استبقى مما جرى دروسا هامة، فقد تبيّن أنّ ـ سطوة القاتل وديمومة قهره- وهْم مبالغ فيه وأنّ بمقدرة-فردتَي حذاء- لعراقي جاسر تعرية الواقع، وإلحاق الهزيمة في بعدها الرمزي بكبار طغاة التاريخ، وأنّ بلاد الرافدين التي ما هادنت الدّهر يوما ، ستعتزّ حتما بأبنائها الذين يقاتلون المحتَّل بالظفر والنّاب ويرجمون ـ وجهه-بأحذية سيكون لها مكانها الوثير في متحقف التاريخ.. واليوم.. يقف اليوم، الجنود الأمريكيون في مواجهة العراقيين على أرض بغداد، لقد تخلّص العراقيون من جحيم لا تزال أثاره تزحف على وجوههم وأرواحهم وأيّامهم ولكنّهم اُدخلوا في جحيم آخر يعدهم صانعوه-كم وعد آخرون من قبل- بالفردوس. يعرف العراقيون من أرشيف المعاناة والحزن والقهر ذلك الأرشيف الذي لا يمكن حرقه أو نهبه-أنّ الآخرين لا يصنعون الفردوس، لا بل قد يعلمون أكثر من غيرهم أنّ الفردوس أسطورة نسجها أجدادهم قبل آلاف السنين وأنّ لا مفرّ من الجحيم الأرضي لكنّهم هذه المرّة سينسجون أسطورتهم بيدهم وعلى هواههم وسيكونون آخر من يخرج من الفردوس.. وهكذا ستداس رؤوس الأفاعي ـ بأحذية - رجال ارتقوا بقرارهم إلى منصة الدّم والشهادة.. 'كاتب من تونس
كتبها عبد الرجال الديروطى في 07:16 صباحاً ::
تابعونا على مدونة
الوعى الصعيدى
رابطها
بريد اليكترونى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق