18 ديسمبر، 2008

منتظر الديروطى مسح بحذائه الأتفاقية التى تجعل الغجر يحتلون مدى الحياة والدعوة لأنتفاضة الحجارة بيد أطفال العراق بعد ظهر جمعة اليوم وتظاهرات سلمية عالم


حقائق : هوامش على حذاء منتظر الزيدي
علي البتيري


كل الكلام الذي سيكتب حول الاتفاقية الاستعمارية التي وقعها بوش في زيارته الوداعية للعراق سيظل كلاما هامشيا لا يمس جوهر القضية بعد ان نطق حذاء مظفر الزيدي وقال كلمته في الاتفاقية المذلة التي اخرجت العراق من تاريخه الاسلامي وجغرافيته العربية لتدخله في عصر انتداب جديد.لقد ظن الرئيس المدبر بوش بان توقيع الاتفاقية المؤزرة بنصر كاذب سيكون مسك الختام لحربه الدموية على العراق فكان في غاية النشوة وهو يقول للصحفيين العراقيين بالعربية «شكرا جزيلا» الا ان حذاء الزيدي الناطق بالعربية ايضا قال كلمته فأشعر الحضور كما اشعر العالم كله بان توقيع الاتفاقية لم يكن مسك الختام لتلك الحرب المدمرة اذ ما زال لها بقية ، وهذه البقية هي الرفض المطلق لما آلت اليه الامور ، والغضب العارم على من هاجم العراق ودمره وحلب ناقة نفطه المريضة واراق الكثير من دم ابنائه واوقع شعبه في حروب وانقسامات طائفية مؤلمة وصلت الى حد القتل على الهوية وادت الى تشريد مئات الالاف من العراقيين عن وطنهم وديارهم.بالفعل - كل ما سيقال او سيكتب بعد قول حذاء الزيدي لا يعدو ان يكون في عداد هوامش الكلم وبناء عليه فان ما اكتبه الآن يندرج تحت عنوان واحد لا ثاني له وهو: «هوامش على حذاء الزيدي» الا ان هذه الهوامش التوضيحية تظل ضرورية وفي غاية الاهمية ما دامت تأتي من قبيل التأييد والتعضيد والبناء على ما فعله هذا الصحفي الفدائي الذي داس اتفاقية العار والاستعمار بحذائه حين رشق به من قاد الحرب على شعبه وبلاده ثم جاء ليقطف ثمارها.. بل ليتبغدد بأكلها موضوعة في طبق عراقي عليه بقع فاقعة اللون من دم مليون ونصف المليون عراقي ذهبوا ضحية هذه الحرب القذرة التي اراد بوش ان يخرج من مستنقعها باتفاقية انتداب امريكي تحفظ له قليلا من ماء الوجه.لا وقت للتعامي عما حدث في المنطقة الخضراء وفي الوقت الاضافي الضائع لحرب اشرفت على الانتهاء كما يظن صانعوها.. فالذي حدث معركة قصيرة باسلة بطلها حذاء عراقي وقائدها صحفي حمل روحه على كفه وقال لوسائل الاعلام في طول الارض وعرضها انا منتظر الزيدي اقول لمدمر البلاد وقاهر العباد وعراب الديمقراطية وحفار القبور الجماعية خذ قبلة الوداع من حذاء عراقي يرفض ان يدوس على ارض دنستها قوات غازية واتفاقية مذلة قبل ان يتم تحريرها وتطهيرها من دنس المحتلين وشر الدخلاء الطامعين وعربدة الوالغين في دم العراقيين.لقد علق الصحفيون الاجانب المطلعون على طبيعة المجتمع العربي وثقافته بقولهم «ضربة حذاء هذا الصحفي العراقي تعتبر في الثقافة العربية اقسى اهانة يمكن ان توجه للخصم» وفي واقع الامر فان هذا الصحفي العراقي بحذائه الذي قذفه بحرقة وغضب نحو بوش قد سجل سبقا صحفيا لم يعرفه تاريخ الصحافة ، كما اضاف الى التراث العربي مثلا جديدا يضاف الى مثل قديم ، فكما قيل عن ذلك الاعرابي بانه رجع بخفي حنين يعتبر دليلا على خيبة الرجوع ، فان في وسع الباحث العربي المهتم بالتراث ان يدون في هذه الايام مثلا جديدا مشابها وهو «رجع بوش بحذاء الزيدي» وذلك دليل على خيبة امله في احراز نصر مؤزر على الرغم من توقيعه للاتفاقية التي ابدعت ادارته وتفننت في صياغتها ، وتعزيزا لصحة هذا المثل ومعقوليته يكفي ان نستمع الى رأي المحللين السياسيين وخبراء الحرب الدوليين حين سنسألهم «ما رأيكم في حرب نهايتها حذاء يقذف في وجه قائدها المنتصر لا بل المندحر؟».
Date : 19-12-2008
تابعونا على مدونة المحرر
(الوعى الصعيدى )ورابطها

ليست هناك تعليقات: