عشرون ألفا يتظاهرون في قلب القاهرة تنديدا بمجازر غزة
كتب عمر القليوبي وسامي بلتاجي (المصريون): : بتاريخ 27 - 12 - 2008
شارك آلاف المصريين في وقفة احتجاجية نظمتها القوى الوطنية أمس أمام مقر نقابة الصحفيين، رددوا خلالها الهتافات المنددة بسلسلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة أمس، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني، وحملوا بشدة على الأنظمة العربية، واتهموها بالتواطؤ إزاء المجزرة البشرية، واعتبروا أنها جاءت كرد فعل واضح لحالة الهوان العربي إزاء تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني عن سعي إسرائيل لتغيير الأوضاع في قطاع غزة.ففي الوقفة التي قدر عدد المشاركين فيها بأكثر من 20 ألفا، ووسط طوق أمني مشدد على منطقة وسط العاصمة، عبر المشاركون عن إدانتهم، مرددين هتافات، من بينها "يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني"، و"لا يهمك يا فلسطين كلنا صلاح الدين"، و"كلنا أحمد ياسين"، "وعلى غزة رايحين شهداء بالملايين"، و"يا يهود يا يهود بينا وبينكم يوم مشهود"، "وخيبر خيبر يا يهود جيش محمد هنا موجود"، و"يا حكام البلاد افتحوا الباب للجهاد"، و"ليفني كانت هنا ليه جايه تاخد التصريح من البيه"، "واللي يشارك في الحصار يبقى عميل للاستعمار".وطالب المتظاهرون، الحكومة المصرية باتخاذ إجراءات حازمة ضد العدوان الإسرائيلي وفي مقدمتها طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة شالوم كوهين، وسحب سفير مصر من إسرائيل، وفتح المعابر مع قطاع غزة ودعم المقاومة بكافة السبل. وشارك أئمة المساجد القريبة من المتظاهرين في الدعاء لنصرة الفلسطينيين، أثناء صلاة المغرب، وعلت أصوات المصلين وهم يؤمنون خلف الأئمة، لكن الحشود الكبيرة وحالة التزاحم حالت دون أداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء. وقد أغلق الأمن شارع عبد الخالق ثروت.من جانبه، اعتبر السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق أن إسرائيل تعمدت القيام بهذا العدوان بعد أيام من زيارة وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني للقاهرة وكأنها تريد بذلك توصيل رسالة للعالم العربي بأنها حصلت على ضوء أخضر من مصر، وهو ما كان يتعين على المسئولين المصريين إدراكه لعدم الوقوع في هذا الخطأ البشع، الذي قال إنه يعيد إلى الأذهان قصف إسرائيل المفاعل النووي العراقي بعد ساعات من لقاء الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحم بيجن بالإسماعيلية.ورجح أن تسعى إسرائيل خلال المرحلة القادمة لتصدير أزمة غزة إلى مصر وسيناء بالتحديد، حيث تسعى إسرائيل بقوة لجعل خيار العيش للفلسطينيين مستحيلا، وجعل خيار توطينهم في سيناء هو الملاذ الوحيد، وهو ما يجب أن تتنبه له مصر، لما يشكله ذلك من خطر يهدد أمنها القومي.وقلل الأشعل من أهمية خطوة سحب السفراء العرب من إسرائيل أو طرد سفراء إسرائيل من الدول العربية، وقال إنها ليست خطوة كافية في حالة اتخاذها، بل يجب اتخاذ خطوات استراتيجية لتأمين الأمن القومي لمصر.من جهته، أشار الدكتور حسن بكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط إلى أن دولا عديدة دون أن يذكرها بالاسم كانت تعلم بنية إسرائيل شنتها هذا العدوان على غزة، لكنها التزمت الصمت كعقاب لحركة "حماس" على تجاوزها للخطوط الحمراء. وقلل بكر من أهمية اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر بالقاهرة اليوم، والنتائج التي سيسفر عنها، معتبرا أن مصير الاجتماع لن يكون مخالفا لمن سبقه، ولن يتجاوز الرفض والشجب والإدانة، معتبرا أن العرب قد أضاعوا جميع الأوراق الاستراتيجية ولم يعودوا يشكلون أمر ذا قيمة بالنسبة لإسرائيل.كما انتقد المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" مهدي عاكف موقف النظام المصري، وألمح إلى "تواطئه" في الهجوم على غزة.وقال عاكف في بيان أصدره "بكل الأسف والحزن تضمن الأنظمة العربية والإسلامية بل يتآمر بعضها ويتواطأ مع الصهاينة في هذه المأساة الدامية بعد أن خرجت التصريحات الصهيونية والإرهابية من القاهرة وعلى مسمع ومرأى وبمباركة من المسئولين" في إشارة إلى تصريحات ليفني في القاهرة.وحث عاكف، الأمة العربية والإسلامية على أن تهب لمساندة أهل فلسطين والتضحية من أجل مقدساتها ضد الصهاينة المجرمين، ودعا البرلمانات العربية والإسلامية إلى تحمل مسئولياتها وأن تقف صفا واحدا مع الشعوب وأن تسقط ما يسمى اتفاقيات السلام مع العدو الصهيوني، وإمداد الشعب الفلسطيني بالسلاح ليتمكن من الدفاع عن أرضه وعرضها ومقدساته. وأعلن رفضه بكل قوة للمذابح العنصرية والإرهابية والدسائس والمؤامرات التي تدار بالليل وتحاك ضد المقاومة الفلسطينية وضد مجاهدي "حماس"، مشددا على ضرورة قطع العلاقات وأي نوع من الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل وطرد سفرائها أيما وجودوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق