الخميس,يناير 01, 2009
أكلت غزة يوم أكلت مصر ؟؟!!أين صواريخ أيران وتحرير الجولان وحماية شمال فلسطين من نصر اللات عاش جيش مصر
30/12/2008 10:37:52 ص
ضعف حالنا من ضعف مصر
العربمع توالي الهجمات الإسرائيلية البربرية على قطاع غزة، وتتالي سقوط الشهداء من المدنيين الفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا، انهالت سهام النقد اللاّذع على مصر، وامتلأت أعمدة الكثير من الصحف وشاشات الفضائيات العربية بالتصريحات النارية الموجّهة إلى الطبقة السياسية المصرية وخياراتها ومواقفها، حتى خُيّل إلى المراقبين أن تيارا عربيا منظّما مضادا لمصر قد نشأ على شاكلة تيار "معاداة أمريكا" القائم في الكثير من بلدان العالم.. وحتى ذهب في روع الكثير من المصريين أن مؤامرة تحاك ضدهم وتستهدف دولتهم وموقعها كقلب نابض للمنطقة، وكقطر مركزي داخل النظام العربي.وتقتضي الصراحة مع النفس الإقرار بأن دموية اللّحظة وشدّتها، وما حرّكته من عواطف جيّاشة، جعلت أغلب الخطاب الموجّه لمصر يتجاوز حدود النقد البنّاء المؤسس الهادف إلى تقويم الموقف وتصحيحه، إلى نوع من السباب والشتائم والاتهامات تكال جزافا وعلى غير هدى ودون تبصّر.غير أنّ بعض المواقف أبان بالفعل عن عداء لمصر بعيد كل البعد عن الموقف القومي الغيور على مصالح الأمة وأهدافها، الأمر الذي يقود إلى تفهّم مقدار الفزع الذي قابلت به مصر الرسمية ذلك النقد، وتصاعد الأصوات من داخل مؤسساتها شاكية وجود مؤامرة تستهدف القاهرة ودورها.وإن من يعلم ما لمصر من ثقل على خارطة المنطقة، وما لها من ماض مجيد في خدمة القضايا العربية ونصرتها، وما قدمه شعبها من تضحيات دفاعا عن العرب عموما، وعلى الفلسطينيين على وجه التحديد، لا يستغرب أن تكون هناك بالفعل مؤامرة تستهدف "أم الدنيا" تحوكها أطراف إقليمية تحاول ركوب موجة "زعل" بعض الأشقاء من شقيقتهم الكبرى، وينخرط فيها بعض العرب عن حسن نيّة حينا وعن سوئها أحيانا.إن مشاعر الكثير من المصريين تبدو هذه الأيام مستشيطة غضبا، ومفعمة حزنا وخيبة أمل من قسوة بعض الأشقاء تجاه بلدهم.وإنّا إذ نتفهّم ذلك مدركين أن الجرح الذي آلمنا في غزة آلم المصريين جميعا بنفس القدر وأكثر، لا نتردد في لفت نظرهم إلى أن أخطاء إجرائية وغموضا في المواقف، والصمت غير المبرر كرّست المؤامرة على مصر بدل أن تحبطها.فعشية الاعتداء على غزة ما كان يحسن بالقاهرة أن تقبل أن تكون آخر منبر تقذف تسيبي ليفني من خلاله حمم تهديداتها بوجه العرب المكلومين بجراح العراق ولبنان وفلسطين والصومال والسودان..كان على القاهرة أن تطلق تصريحات مباشرة تتبرأ فيها من حكاية "الضوء الأخضر" الذي شاع أن ليفني تلقته هناك خلال لقائها مع أبو الغيط.. وهي بذلك تُسكت أصوات المزايدين والذين صاروا يعطون دروسا في ظاهرها الغيرة على مصلحة الأمة وفي باطنها الحض على التفرقة والطائفية.ومن الأخطاء الإجرائية أيضا أن اختيار مصر لمن يتكلم باسمها لشرح سياساتها وتبيان مواقفها وفضح زيف الاتهامات في حقها، ليس موفّقا في أغلب الأحيان. فرغم ما يحويه هذا البلد من طاقات فكرية وكفاءات بليغة مفوّهة قادرة على رفع كل التباس، يتم اختيار المكلفين بهذه المهمة حسب درجة الولاء الحزبي، ومن بين هؤلاء وجوه غير قابلة للتسويق لمعرفة المصريين قبل غيرهم أن ولاءهم مصلحي بالدرجة الأولى، لذلك سرعان ما ينساقون إلى فخاخ الشتائم والسباب الفجة بدل الدفاع المنطقي عن خيارات دولتهم ومواقفها.كان مطلوبا بإلحاح أن يتحدث هؤلاء بوضوح عن سرّ الخلاف مع "حماس" ولماذا تغلق مصر بوابة رفح.. فيا أيها الناطقون باسم مصر قولوا لجماهير الأمّة كلمة مقنعة وافرشوا الحقائق أمام الجميع، وإن كانت لكم احترازات على "حماس" فاوضحوها ولا تدعوا أحدا يتاجر بتاريخكم.إن مصر في منظور من ينتقدها صادقا حين يختلف معها في الرؤية والتحليل تبقى بمثابة القلب النابض للعروبة. وإن هذا القلب لم يكن دائما على نفس القدر من السلامة وبالتالي القدرة على ضخ دماء الحيوية والصمود في جسد الأمة العربية.بيد أن من تربى على "خبز مصر وحليبها" الثقافي لا يستطيع أن ينخرط في مؤامرة عليها، إلا إذا كان عاقّا. فمصر في أوج دورة ازدهارها أهدت العرب أبرز مفكريهم وأدبائهم وفنانينهم وسياسييهم. وعلى أفلامها وأغانيها وحتى مسلسلاتها التلفزيونية تفتحت أعين وآذان أجيال من العرب، حتى غدت لهجة أهلها بمثابة مشترك ثقافي و"لغة" عربية ثانية يفهمها الجميع من المحيط إلى الخليج.وإن من أدواء مصر اليوم ما ليس سياسيا ولا فكريا ثقافيا بل هو ببساطة متناهية اقتصادي، في هذا العالم الذي غدا فيه الاقتصاد قاطرة كل مناحي الحياة بما في ذلك المنحى السياسي ذاته.ومن يروم من العرب- أثريائهم على وجه التحديد-أن يرى مصر كما عهدها قوية صلبة مستميتة في الدفاع عن العروبة وقضاياها، أن لا يكتفي بموقع الناقد لسياساتها، وأن يبادر إلى إقالة عثرتها الاقتصادية ومساعدة شعبها على تجاوز ظروفه المعيشية العصيبة جراء شح الموارد وخطإ بعض السياسات أيضا، والتي لا تشرّع بأي حال من الأحوال إلى التنكب عن مصر وتركها لمصيرها نهبا لقوى عالمية عظمى اعتادت مساومة الشعوب برغيف يومها.وعلى افتراض أن مصر أخطأت في بعض السياسات والمواقف، فإنّا نقول للعرب "من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر".إن مصر حين تخطئ ويبدو خطؤها كبيرا، فذلك لأن دورها كبير أيضا. وإن من ينتقد اليوم مصر بدافع التآمر عليها لن يضيرها في شيء.أما من يعتب عليها ويبدي "زعله" من بعض مواقفها فهو لا يروم لها سوى استعادة أسباب قوّتها التي تؤهلها لتعود كما كانت أمّا لدنيا العرب جميعا. وليست أسباب القوة المقصودة عسكرية بالضرورة بل ثقافية اقتصادية بالأساس.وللعرب جميعا، ولأثريائهم، على وجه الخصوص أن يبادروا، مع نقدهم للتجربة المصرية، إلى تغيير وجهة أموالهم الطائلة واستثماراتهم الضخمة إلى مصر وجهتها السليمة لأن في قوّة مصر حصانة لهم وحماية لمصادر ثرواتهم.أما الاكتفاء بالوقوف على الربوة وتوجيه سهام النقد فلن يدرأ عن مصر الانفصال عن الجسد العربي والضياع في بحر المصالح الدولية الهادر، وعندها يفقد العرب ظهيرهم الأهم ويكتشفون متأخرين أنهم أُكلوا يوم أُكلت أم الدنيا.
كتبها عبد الرجال الديروطى في 12:47 مساءً ::
أكلت غزة يوم أكلت مصر ؟؟!!أين صواريخ أيران وتحرير الجولان وحماية شمال فلسطين من نصر اللات عاش جيش مصر
30/12/2008 10:37:52 ص
ضعف حالنا من ضعف مصر
العربمع توالي الهجمات الإسرائيلية البربرية على قطاع غزة، وتتالي سقوط الشهداء من المدنيين الفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا، انهالت سهام النقد اللاّذع على مصر، وامتلأت أعمدة الكثير من الصحف وشاشات الفضائيات العربية بالتصريحات النارية الموجّهة إلى الطبقة السياسية المصرية وخياراتها ومواقفها، حتى خُيّل إلى المراقبين أن تيارا عربيا منظّما مضادا لمصر قد نشأ على شاكلة تيار "معاداة أمريكا" القائم في الكثير من بلدان العالم.. وحتى ذهب في روع الكثير من المصريين أن مؤامرة تحاك ضدهم وتستهدف دولتهم وموقعها كقلب نابض للمنطقة، وكقطر مركزي داخل النظام العربي.وتقتضي الصراحة مع النفس الإقرار بأن دموية اللّحظة وشدّتها، وما حرّكته من عواطف جيّاشة، جعلت أغلب الخطاب الموجّه لمصر يتجاوز حدود النقد البنّاء المؤسس الهادف إلى تقويم الموقف وتصحيحه، إلى نوع من السباب والشتائم والاتهامات تكال جزافا وعلى غير هدى ودون تبصّر.غير أنّ بعض المواقف أبان بالفعل عن عداء لمصر بعيد كل البعد عن الموقف القومي الغيور على مصالح الأمة وأهدافها، الأمر الذي يقود إلى تفهّم مقدار الفزع الذي قابلت به مصر الرسمية ذلك النقد، وتصاعد الأصوات من داخل مؤسساتها شاكية وجود مؤامرة تستهدف القاهرة ودورها.وإن من يعلم ما لمصر من ثقل على خارطة المنطقة، وما لها من ماض مجيد في خدمة القضايا العربية ونصرتها، وما قدمه شعبها من تضحيات دفاعا عن العرب عموما، وعلى الفلسطينيين على وجه التحديد، لا يستغرب أن تكون هناك بالفعل مؤامرة تستهدف "أم الدنيا" تحوكها أطراف إقليمية تحاول ركوب موجة "زعل" بعض الأشقاء من شقيقتهم الكبرى، وينخرط فيها بعض العرب عن حسن نيّة حينا وعن سوئها أحيانا.إن مشاعر الكثير من المصريين تبدو هذه الأيام مستشيطة غضبا، ومفعمة حزنا وخيبة أمل من قسوة بعض الأشقاء تجاه بلدهم.وإنّا إذ نتفهّم ذلك مدركين أن الجرح الذي آلمنا في غزة آلم المصريين جميعا بنفس القدر وأكثر، لا نتردد في لفت نظرهم إلى أن أخطاء إجرائية وغموضا في المواقف، والصمت غير المبرر كرّست المؤامرة على مصر بدل أن تحبطها.فعشية الاعتداء على غزة ما كان يحسن بالقاهرة أن تقبل أن تكون آخر منبر تقذف تسيبي ليفني من خلاله حمم تهديداتها بوجه العرب المكلومين بجراح العراق ولبنان وفلسطين والصومال والسودان..كان على القاهرة أن تطلق تصريحات مباشرة تتبرأ فيها من حكاية "الضوء الأخضر" الذي شاع أن ليفني تلقته هناك خلال لقائها مع أبو الغيط.. وهي بذلك تُسكت أصوات المزايدين والذين صاروا يعطون دروسا في ظاهرها الغيرة على مصلحة الأمة وفي باطنها الحض على التفرقة والطائفية.ومن الأخطاء الإجرائية أيضا أن اختيار مصر لمن يتكلم باسمها لشرح سياساتها وتبيان مواقفها وفضح زيف الاتهامات في حقها، ليس موفّقا في أغلب الأحيان. فرغم ما يحويه هذا البلد من طاقات فكرية وكفاءات بليغة مفوّهة قادرة على رفع كل التباس، يتم اختيار المكلفين بهذه المهمة حسب درجة الولاء الحزبي، ومن بين هؤلاء وجوه غير قابلة للتسويق لمعرفة المصريين قبل غيرهم أن ولاءهم مصلحي بالدرجة الأولى، لذلك سرعان ما ينساقون إلى فخاخ الشتائم والسباب الفجة بدل الدفاع المنطقي عن خيارات دولتهم ومواقفها.كان مطلوبا بإلحاح أن يتحدث هؤلاء بوضوح عن سرّ الخلاف مع "حماس" ولماذا تغلق مصر بوابة رفح.. فيا أيها الناطقون باسم مصر قولوا لجماهير الأمّة كلمة مقنعة وافرشوا الحقائق أمام الجميع، وإن كانت لكم احترازات على "حماس" فاوضحوها ولا تدعوا أحدا يتاجر بتاريخكم.إن مصر في منظور من ينتقدها صادقا حين يختلف معها في الرؤية والتحليل تبقى بمثابة القلب النابض للعروبة. وإن هذا القلب لم يكن دائما على نفس القدر من السلامة وبالتالي القدرة على ضخ دماء الحيوية والصمود في جسد الأمة العربية.بيد أن من تربى على "خبز مصر وحليبها" الثقافي لا يستطيع أن ينخرط في مؤامرة عليها، إلا إذا كان عاقّا. فمصر في أوج دورة ازدهارها أهدت العرب أبرز مفكريهم وأدبائهم وفنانينهم وسياسييهم. وعلى أفلامها وأغانيها وحتى مسلسلاتها التلفزيونية تفتحت أعين وآذان أجيال من العرب، حتى غدت لهجة أهلها بمثابة مشترك ثقافي و"لغة" عربية ثانية يفهمها الجميع من المحيط إلى الخليج.وإن من أدواء مصر اليوم ما ليس سياسيا ولا فكريا ثقافيا بل هو ببساطة متناهية اقتصادي، في هذا العالم الذي غدا فيه الاقتصاد قاطرة كل مناحي الحياة بما في ذلك المنحى السياسي ذاته.ومن يروم من العرب- أثريائهم على وجه التحديد-أن يرى مصر كما عهدها قوية صلبة مستميتة في الدفاع عن العروبة وقضاياها، أن لا يكتفي بموقع الناقد لسياساتها، وأن يبادر إلى إقالة عثرتها الاقتصادية ومساعدة شعبها على تجاوز ظروفه المعيشية العصيبة جراء شح الموارد وخطإ بعض السياسات أيضا، والتي لا تشرّع بأي حال من الأحوال إلى التنكب عن مصر وتركها لمصيرها نهبا لقوى عالمية عظمى اعتادت مساومة الشعوب برغيف يومها.وعلى افتراض أن مصر أخطأت في بعض السياسات والمواقف، فإنّا نقول للعرب "من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر".إن مصر حين تخطئ ويبدو خطؤها كبيرا، فذلك لأن دورها كبير أيضا. وإن من ينتقد اليوم مصر بدافع التآمر عليها لن يضيرها في شيء.أما من يعتب عليها ويبدي "زعله" من بعض مواقفها فهو لا يروم لها سوى استعادة أسباب قوّتها التي تؤهلها لتعود كما كانت أمّا لدنيا العرب جميعا. وليست أسباب القوة المقصودة عسكرية بالضرورة بل ثقافية اقتصادية بالأساس.وللعرب جميعا، ولأثريائهم، على وجه الخصوص أن يبادروا، مع نقدهم للتجربة المصرية، إلى تغيير وجهة أموالهم الطائلة واستثماراتهم الضخمة إلى مصر وجهتها السليمة لأن في قوّة مصر حصانة لهم وحماية لمصادر ثرواتهم.أما الاكتفاء بالوقوف على الربوة وتوجيه سهام النقد فلن يدرأ عن مصر الانفصال عن الجسد العربي والضياع في بحر المصالح الدولية الهادر، وعندها يفقد العرب ظهيرهم الأهم ويكتشفون متأخرين أنهم أُكلوا يوم أُكلت أم الدنيا.
كتبها عبد الرجال الديروطى في 12:47 مساءً ::
للمزيد
تابع مدونتى
الوعى الصعيدى
رابطها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق