سقوط مدو للاعلام العربي
رأي القدس
10/01/2009
يُشكل العدوان الاسرائيلي الحالي على قطاع غزة امتحانا جديا للإعلام الغربي ومصداقيته، ويبدو ان معظم هذا الاعلام واجهزته قد سقطت في هذا الامتحان بطريقة مخجلة.فقد هادنت وسائل اعلام غربية كبرى الرقابة الاسرائيلية المفروضة بصرامة على تغطيتها لهذا العدوان، سواء من خلال منع الصحافيين من دخول قطاع غزة للاطلاع على تطورات العمليات العسكرية عن كثب، او من خلال الالتزام بتعليمات الرقيب العسكري الاسرائيلي على برقياتهم، وتحركاتهم، واماكن تواجدهم المحددة لهم مسبقا.هذا الاعلام يعتبر اسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة التي تطبق المعايير الغربية في الحريات الإعلامية، ومع ذلك لم نر معارضة حقيقية تفرضها التقاليد المهنية والاخلاقية لهذا المنع غير المسبوق حتى في اعتى الدكتاتوريات العالمثالثية.فإذا رجعنا الى الوراء قليلا، نجد ان نظام الرئيس العراقي صدام حسين الذي غيرته الدول الغربية في هجوم عسكري قبل خمسة اعوام، بحجة دكتاتوريته وعدم احترامه لحقوق الانسان، هذا النظام سمح لكل وسائل الاعلام الغربية بالدخول الى العراق، وتغطية الحربين الاولى (اثناء تحرير الكويت عام 1991) والثانية (اثناء احتلال العراق عام 2003) بكل حرية ودون اي تدخل فعلي. وشاهدنا محطة (سي.ان.ان) الامريكية تنفرد بنقل الهجوم الجوي على العراق في الحرب الاولى الى العالم بأسره، وهو النقل الذي حقق لها شهرة عالمية ما زالت تعيش على امجادها حتى اليوم.تغطية الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة من مناطق تبعد عنه عدة كيلومترات، لا تتماشى مع المعايير المتبعة في الحروب السابقة، ومع ذلك لم نر احتجاجات حقيقية على هذه المعاملة المهينة، بل رأينا انحيازا سافرا من بعض محطات التلفزة الامريكية والاوروبية لوجهة النظر الاسرائيلية، وشاهدنا المسؤولين الاسرائيليين يتربعون على شاشات التلفزة ليل نهار يرددون وجهة نظرهم، دون افساح المجال لوجهة النظر الأخرى بالقدر نفسه. صحيح ان هناك بعض الاستثناءات، وخاصة في الصحافة المكتوبة، والمثال الابرز على ذلك صحيفتا 'الاندبندنت' و'الغارديان' في بريطانيا، و'النيويورك تايمز' و'الواشنطن بوست' في امريكا وان بدرجة اقل، ولكن مرد ذلك الى وجود صحافيين شرفاء مثل روبرت فيسك ينحازون الى الحقيقة وشرف المهنة، ويتمسكون بقواعدها واهدافها السامية في الانتصار للقارئ وحقه في المعرفة.انصياع الإعلام الغربي، او معظمه، لهذه الاجراءات الاسرائيلية الرقابية المهينة هو وصمة عار اخرى في تاريخه، تهدد ما تبقى من مصداقيته، بعد ان فقد الكثير منها اثناء حربي العراق، حيث انطلت عليه اكاذيب الادارة الامريكية حول اسلحة الدمار الشامل العراقية غير الموجودة.
10/01/2009
يُشكل العدوان الاسرائيلي الحالي على قطاع غزة امتحانا جديا للإعلام الغربي ومصداقيته، ويبدو ان معظم هذا الاعلام واجهزته قد سقطت في هذا الامتحان بطريقة مخجلة.فقد هادنت وسائل اعلام غربية كبرى الرقابة الاسرائيلية المفروضة بصرامة على تغطيتها لهذا العدوان، سواء من خلال منع الصحافيين من دخول قطاع غزة للاطلاع على تطورات العمليات العسكرية عن كثب، او من خلال الالتزام بتعليمات الرقيب العسكري الاسرائيلي على برقياتهم، وتحركاتهم، واماكن تواجدهم المحددة لهم مسبقا.هذا الاعلام يعتبر اسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة التي تطبق المعايير الغربية في الحريات الإعلامية، ومع ذلك لم نر معارضة حقيقية تفرضها التقاليد المهنية والاخلاقية لهذا المنع غير المسبوق حتى في اعتى الدكتاتوريات العالمثالثية.فإذا رجعنا الى الوراء قليلا، نجد ان نظام الرئيس العراقي صدام حسين الذي غيرته الدول الغربية في هجوم عسكري قبل خمسة اعوام، بحجة دكتاتوريته وعدم احترامه لحقوق الانسان، هذا النظام سمح لكل وسائل الاعلام الغربية بالدخول الى العراق، وتغطية الحربين الاولى (اثناء تحرير الكويت عام 1991) والثانية (اثناء احتلال العراق عام 2003) بكل حرية ودون اي تدخل فعلي. وشاهدنا محطة (سي.ان.ان) الامريكية تنفرد بنقل الهجوم الجوي على العراق في الحرب الاولى الى العالم بأسره، وهو النقل الذي حقق لها شهرة عالمية ما زالت تعيش على امجادها حتى اليوم.تغطية الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة من مناطق تبعد عنه عدة كيلومترات، لا تتماشى مع المعايير المتبعة في الحروب السابقة، ومع ذلك لم نر احتجاجات حقيقية على هذه المعاملة المهينة، بل رأينا انحيازا سافرا من بعض محطات التلفزة الامريكية والاوروبية لوجهة النظر الاسرائيلية، وشاهدنا المسؤولين الاسرائيليين يتربعون على شاشات التلفزة ليل نهار يرددون وجهة نظرهم، دون افساح المجال لوجهة النظر الأخرى بالقدر نفسه. صحيح ان هناك بعض الاستثناءات، وخاصة في الصحافة المكتوبة، والمثال الابرز على ذلك صحيفتا 'الاندبندنت' و'الغارديان' في بريطانيا، و'النيويورك تايمز' و'الواشنطن بوست' في امريكا وان بدرجة اقل، ولكن مرد ذلك الى وجود صحافيين شرفاء مثل روبرت فيسك ينحازون الى الحقيقة وشرف المهنة، ويتمسكون بقواعدها واهدافها السامية في الانتصار للقارئ وحقه في المعرفة.انصياع الإعلام الغربي، او معظمه، لهذه الاجراءات الاسرائيلية الرقابية المهينة هو وصمة عار اخرى في تاريخه، تهدد ما تبقى من مصداقيته، بعد ان فقد الكثير منها اثناء حربي العراق، حيث انطلت عليه اكاذيب الادارة الامريكية حول اسلحة الدمار الشامل العراقية غير الموجودة.
تابعونا على مدونة
الوعى الصعيدى
رابطها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق