21 يناير، 2009

وسوف يعود دور المسجد كمنارة للحرية والعدالة الأجتماعية
تقارير تبرز دور المسجد في تحريك التظاهرات ضد إسرائيل في أوروبا
رجل امام السفارة الاسرائيلية بمدريد خلال تظاهرة احتجاجا على العدوان على غزة
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي ـ
كشفت التظاهرات التي شهدتها أوروبا تنديدا بالإعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة عن دور كبير لجمعيات ومواقع اسلامية وخاصة المسجد، الأمر الذي جعل الكثير من الدول تطلب مساعدة دول عربية للسيطرة على الموقف لتفادي وقوع مواجهات بين الجاليات الإسلامية واليهودية.وأكدت هذه الأحداث أن الجمعيات الإسلامية لعبت دورا رئيسيا في التعبئة والدعوة وتنظيم التظاهرات والاعتصامات. ويتجلى ذلك في استعمال المساجد، وخاصة توقيت صلاة الجمعة للدعوة إلى التظاهرات. ولهذا جرت كبريات التظاهرات في مختلف الدول الأوروبية إما مساء الجمعة أو يومي السبت والأحد ولعب الأئمة دورا بالتأكيد على المشاركة. كما أن ما يعرف بـ«المجلس الإستشاري للمساجد» المنتشر في عدد من المدن الأوروبية كان يشارك في المنتديات إلى جانب الأوروبيين في تنظيم التظاهرات. وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد نشرت مقالا في أثناء الاعتداءات على غزة يبرز دور المسجد في تحريك تظاهرات الاحتجاج، وهو ما شددت عليه كذلك صحف ألمانية واسبانية وهولندية وبلجيكية.ومن ضمن مظاهر التحرك الإسلامي، «وثيقة الشرف» التي أصدرها اتحاد الجمعيات الإسلامية في أوروبا وتنص على ضرورة تبني الجمعيات الإسلامية استراتيجية موحدة تتجلى في التبرع بمبالغ مالية للفلسطينيين والتركيز على التظاهرات والإكثار من النشرات الإلكترونية حول فلسطين موجهة إلى الرأي العام الأوروبي بلغة كل بلد. كما لعبت جمعية «العدل والإحسان» المغربية دورا رئيسيا في هذا الشأن.وتُرجم هذا الجهد بارتفاع الأخبار عن فلسطين في شبكة الانترنت بشكل لم يسبق لم مثيل. وفي السياق قال أحد المهتمين بالمواقع العربية والإسلامية في أوروبا لـ«القدس العربي» ان ما نشر حول فلسطين منذ بدء العدوان الإسرائيلي حتى الآن «يعادل أو يفوق ما نشر حول القضية الفلسطينية منذ ظهور الإنترنت قبل 13 سنة»، مشيرا الى ان متعاطفين مع فلسطين «تحوّلوا إلى صحافيين يبثون الأخبار ويترجمونها من لغة إلى أخرى على مدار الساعة». ولم يعد الأمر يتعلق فقط بالتنديد بإسرائيل بل انتقل إلى أشاياء عملية مثل مناقشة كيفية مقاضاة قادة إسرائيل في كل بلد على حدة. وفي هذا الصدد لوحط أن بعض المواقع الالكترونية تقدم معلومات خاصة بقوانين كل بلد أوروبي للمشاعدة على شرح وفهم حيثيات المتابعة القضائية ضد القادة الاسرائيليين.من جانب آخر، يتواصل النقاش وسط الجمعيات العربية والإسلامية وفي مواقع الدردشات في أوروبا حول تنسيق الجهود والتحركات لفرض حصار اجتماعي على إسرائيل في أوروبا والضغط على الاتحاد الأوروبي لكي يجبر تل أبيب على تطبيق البند الثاني من اتفاقية الشراكة الموقعة بين الطرفين حول ضرورة احترام حقوق الإنسان. كما ينتظر أن يرفع نشطاء حقوق الإنسان دعاوى إلى القضاء الأوروبي ضد مسؤولين مدنيين وعسكريين إسرائيليين كما جرى سابقا مع آرييل شارون.وكانت بعض الدول الأوروبية تتخوف من تطور الأوضاع إلى مواجهة بين الجاليات الإسلامية واليهودية. وتفاديا للمشاكل نصحت دول أوروبية الجالية اليهودية بعدم التظاهر لأنها لا تضمن أمنها. وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد كتبت في مقال تحت عنوان «حرب غزة: توتر وسط الجاليات» أن الأجهزة الأمنية الفرنسية تتخوف من توتر بين الجاليات العربية والإسلامية من جهة واليهودية من الجهة الأخرى. ودقت الحكومة الفرنسية أبواب بعض الدول العربية لمساعدتها في احتواء أي توتر، ومن هذه الدول المغرب والجزائر. ويعود التركيز على المغرب والجزائر بحكم أنهما يتوفران على جالية كبرى في فرنسا تسيطر على معظم المساجد. ودفعت باريس كل من رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا المعروف اختصارا بـ«كريف»، ريتشارد براسكيي، ورئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، محمد الموساوي، إلى عقد لقاء واجراء حوار والتعهد بعدم نقل صراع قطاع غزة إلى فرنسا

ليست هناك تعليقات: