انتصار المقاومة يثير الغضب في إسرائيل من "فاتورة" العدوان
كتب محمد عطية (المصريون):
: بتاريخ 18 - 1 - 2009
تباينت ردود الفعل الإسرائيلية حول الإعلان عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة، ففي الوقت الذي ألمح فيه رئيس الوزراء المستقيل أيهود أولمرت ووزير الدفاع أيهود باراك إلى التراجع عن تلك الخطوة في أي وقت، شنت أحزاب المعارضة والمحللين السياسيين الإسرائيليين، هجوما على المؤسسة السياسية، معتبرين أن نتائج ومكاسب إسرائيل في الحرب الأخيرة لم تتحقق. وأكد أولمرت أن "إسرائيل تدرك مدى هشاشة وقف إطلاق النار، ولابد من متابعة المستجدات أولاً بأول" معربا عن "استعداد الجيش الإسرائيلي وجاهزيته لأي سيناريو إذا ما استدعت الحاجة ذلك"، بينما حذر باراك من أن "استمرار حركة حماس في إطلاق صواريخها على إسرائيل رغم إعلان وقف إطلاق النار سيؤدي إلى ردود عسكرية صارمة من قبل تل أبيب".في المقابل، اعترض بنيامين نتانياهو زعيم حزب "ليكود" اليميني على خطوة وقف إطلاق النار، وقال في تصريح للقناة الأولى الإسرائيلية أمس "كان لابد من الاستمرار في العمليات العسكرية القطاع وعدم وقفها من قبل الحكومة الإسرائيلية". وأوضح أن "أهداف عملية الرصاص المصهور، كما تم تحديدها من قبل تل أبيب لم تتحقق حتى الآن سواء بوقف إطلاق الصواريخ على مدن الجنوب أو منع التهريب من سيناء"، وأن "وقف العملية في الظروف الراهنة يعني نسخة ثانية لاتفاق التهدئة مع حركة حماس"، حسب قوله. كما انتقد عوفر شيلح المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" رئيس الوزراء، قائلا إنه "لم يتعلم شيئا من حرب لبنان الثانية، فقد واصل القتال من دون أية فائدة أو هدف، وعارض مبادرة لاتفاق تهدئة مبكر كان بإمكانه توفير حياة الجنود الإسرائيليين ووقف القتل الجماعي للأبرياء الذي يضعفنا ويهددنا أكثر من أي شيء آخر". وانتقد أيضا وزير الدفاع، وقال إن "باراك لم يعمل كقائد في الحرب، وإنما كمستشار ومحلل للواقع وبدلا من أن يستغل هيبته كرئيس أركان سابق للجيش لكي يفرض على أولمرت وقف إطلاق نار مبكر، فإنه شبك يديه وراح يشرح أنه يعارض إطالة العملية العسكرية، ولم يقم باتخاذ قرار بوقف الحرب مثلما يتعين على وزير دفاع أن يفعل".وأكد المحلل الإسرائيلي، أن وزيرة الخارجية "لم تطالب بنهاية مبكرة للقتال رغم قناعتها بخسارة تل أبيب فيها"، واصفا كلا من باراك وليفني بـ "الرجل والمرأة اللذان ساعدا حماس في هزيمة تل أبيب".كما هاجم جابي إشكنازي رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، قائلا إنه "خرج من هذه الحرب كمن يتفاخر بالانتصار على الضعفاء وينفي القتل الجماعي للسكان المدنيين على أساس أنهم ناشطون من حماس".وفي صحيفة "هآرتس" ، سخر المحلل السياسي ألوف بن من وقف إطلاق النار وتأكيده على انتصار تل أبيب، موضحا أن "أولمرت كان يريد الإدلاء ببيان مثل هذا عام 2006، في نهاية حرب لبنان الثانية، لكنه اضطر حينها إلى مواجهة جمهور غاضب وخائب الأمل كان يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق".وأضاف أن "غايات تل أبيب من الحرب على غزة لم تتحقق؛ فإطلاق الصواريخ لم يتوقف حتى اللحظة الأخيرة، ولم يتم منع نشوء أزمة إنسانية في القطاع، وليس واضحا إذا تزايد احتمال تحرير الجندي الأسير في القطاع جلعاد شاليط".وأوضح أنه "حتى فكرة وجود واقع أمني جديد في جنوب البلاد غامض وغير واضح، إذا كان قد تحقق بالفعل"، داعيا إلى "عدم تجاهل إنجازات حماس فهي حصلت على اعتراف فعلي بشرعيتها من المجتمع الدولي ولا أحد يحتج على استمرار حكمها".وفي "يديعوت أحرونوت"، لفت المعلق السياسي روني شاكيد إلى أن "وقف إطلاق النار يعيد حماس إلى السلطة في غزة، رغما عن أنف أولمرت وباراك وليفني وأبو مازن ومبارك وتعود العلاقات بين إسرائيل وحماس إلى المربع الذي كانت فيعه قبل الحرب".واعتبرت الصحيفة أن "الحرب عمقت الانقسام في العالم العربي، إلا أن حماس عززت شرعيتها في العالم العربي بل وفي تركيا أيضا. كما عمقت الحرب الفجوة بين غزة ورام الله". أما الصحفية سيما كدمون محللة الشئون الحزبية بالصحيفة ذاتها، فأكدت أنه "من المبكر تحديد ما إذا كانت أهداف الحملة قد تحققت حقا كما صرح أولمرت وباراك يوم أمس. ومن غير الواضح ما إذا كنا حقا أمام واقع جديد في الجنوب، لكن لسياسيينا التحليلات الخاصة بهم".وأضافت أن دعوة "ليكود" يوم أمس لمواصلة الحرب تسعى إلى تشكيل وعي بأن الحملة فشلت في تحقيق أهدافها. وسنستمع قريبا إلى ليكود يتهم الحكومة بأنها خرجت إلى الحرب ولم تملك القوة والتصميم لإنهائها. في حين سيدافع كل من باراك وليفني عنها وسيعدد كل منهما إنجازاته". وأكدت أنه "رغم أن الحرب حسنت صورة أولمرت، إلا أنه ثمة مكان للاعتقاد بأنه كان يرغب بالخروج من هذه الحملة العسكرية بأكثر مما خرج به، إذا كان هناك من ينقصه حقا فهو صورة انتصار على شاكلة استعادة جلعاد شاليط"، حسب قولها.وفي افتتاحيتها، ذكرت الصحيفة "أن مصر تعهدت لإسرائيل بالحفاظ على "الوضع القائم" في معبر رفح، ويتفق ذلك مع تصريحات الرئيس حسني مبارك أمس الأول الذي أكد على التزامه باتفاقية المعابر التي وقعت عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أوروبية".وأشارت إلى أن "المبادرة المصرية للتهدئة تتضمن فتح معابر قطاع غزة مع إسرائيل للحالات الإنسانية فقط دون أي التزامات أخرى من إسرائيل، الأمر الذي رفضته فصائل المقاومة الفلسطينية"، لافتة إلى أن " إعلان الحكومة الإسرائيلية يوم أمس وقف إطلاق النار من جانب واحد، يعتبر بشكل عملي قبولا للمبادرة المصرية". وقالت الصحيفة العبرية إن "الاتفاق بين مصر وإسرائيل يشمل تهدئة طويلة الأمد، مع تعهد مصر بالحفاظ على الوضع القائم في معبر رفح. موضحة أن المطالب المتعلقة بفتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة تدخل في الإطار الإنساني دون أي تقييد".
تباينت ردود الفعل الإسرائيلية حول الإعلان عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة، ففي الوقت الذي ألمح فيه رئيس الوزراء المستقيل أيهود أولمرت ووزير الدفاع أيهود باراك إلى التراجع عن تلك الخطوة في أي وقت، شنت أحزاب المعارضة والمحللين السياسيين الإسرائيليين، هجوما على المؤسسة السياسية، معتبرين أن نتائج ومكاسب إسرائيل في الحرب الأخيرة لم تتحقق. وأكد أولمرت أن "إسرائيل تدرك مدى هشاشة وقف إطلاق النار، ولابد من متابعة المستجدات أولاً بأول" معربا عن "استعداد الجيش الإسرائيلي وجاهزيته لأي سيناريو إذا ما استدعت الحاجة ذلك"، بينما حذر باراك من أن "استمرار حركة حماس في إطلاق صواريخها على إسرائيل رغم إعلان وقف إطلاق النار سيؤدي إلى ردود عسكرية صارمة من قبل تل أبيب".في المقابل، اعترض بنيامين نتانياهو زعيم حزب "ليكود" اليميني على خطوة وقف إطلاق النار، وقال في تصريح للقناة الأولى الإسرائيلية أمس "كان لابد من الاستمرار في العمليات العسكرية القطاع وعدم وقفها من قبل الحكومة الإسرائيلية". وأوضح أن "أهداف عملية الرصاص المصهور، كما تم تحديدها من قبل تل أبيب لم تتحقق حتى الآن سواء بوقف إطلاق الصواريخ على مدن الجنوب أو منع التهريب من سيناء"، وأن "وقف العملية في الظروف الراهنة يعني نسخة ثانية لاتفاق التهدئة مع حركة حماس"، حسب قوله. كما انتقد عوفر شيلح المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" رئيس الوزراء، قائلا إنه "لم يتعلم شيئا من حرب لبنان الثانية، فقد واصل القتال من دون أية فائدة أو هدف، وعارض مبادرة لاتفاق تهدئة مبكر كان بإمكانه توفير حياة الجنود الإسرائيليين ووقف القتل الجماعي للأبرياء الذي يضعفنا ويهددنا أكثر من أي شيء آخر". وانتقد أيضا وزير الدفاع، وقال إن "باراك لم يعمل كقائد في الحرب، وإنما كمستشار ومحلل للواقع وبدلا من أن يستغل هيبته كرئيس أركان سابق للجيش لكي يفرض على أولمرت وقف إطلاق نار مبكر، فإنه شبك يديه وراح يشرح أنه يعارض إطالة العملية العسكرية، ولم يقم باتخاذ قرار بوقف الحرب مثلما يتعين على وزير دفاع أن يفعل".وأكد المحلل الإسرائيلي، أن وزيرة الخارجية "لم تطالب بنهاية مبكرة للقتال رغم قناعتها بخسارة تل أبيب فيها"، واصفا كلا من باراك وليفني بـ "الرجل والمرأة اللذان ساعدا حماس في هزيمة تل أبيب".كما هاجم جابي إشكنازي رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، قائلا إنه "خرج من هذه الحرب كمن يتفاخر بالانتصار على الضعفاء وينفي القتل الجماعي للسكان المدنيين على أساس أنهم ناشطون من حماس".وفي صحيفة "هآرتس" ، سخر المحلل السياسي ألوف بن من وقف إطلاق النار وتأكيده على انتصار تل أبيب، موضحا أن "أولمرت كان يريد الإدلاء ببيان مثل هذا عام 2006، في نهاية حرب لبنان الثانية، لكنه اضطر حينها إلى مواجهة جمهور غاضب وخائب الأمل كان يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق".وأضاف أن "غايات تل أبيب من الحرب على غزة لم تتحقق؛ فإطلاق الصواريخ لم يتوقف حتى اللحظة الأخيرة، ولم يتم منع نشوء أزمة إنسانية في القطاع، وليس واضحا إذا تزايد احتمال تحرير الجندي الأسير في القطاع جلعاد شاليط".وأوضح أنه "حتى فكرة وجود واقع أمني جديد في جنوب البلاد غامض وغير واضح، إذا كان قد تحقق بالفعل"، داعيا إلى "عدم تجاهل إنجازات حماس فهي حصلت على اعتراف فعلي بشرعيتها من المجتمع الدولي ولا أحد يحتج على استمرار حكمها".وفي "يديعوت أحرونوت"، لفت المعلق السياسي روني شاكيد إلى أن "وقف إطلاق النار يعيد حماس إلى السلطة في غزة، رغما عن أنف أولمرت وباراك وليفني وأبو مازن ومبارك وتعود العلاقات بين إسرائيل وحماس إلى المربع الذي كانت فيعه قبل الحرب".واعتبرت الصحيفة أن "الحرب عمقت الانقسام في العالم العربي، إلا أن حماس عززت شرعيتها في العالم العربي بل وفي تركيا أيضا. كما عمقت الحرب الفجوة بين غزة ورام الله". أما الصحفية سيما كدمون محللة الشئون الحزبية بالصحيفة ذاتها، فأكدت أنه "من المبكر تحديد ما إذا كانت أهداف الحملة قد تحققت حقا كما صرح أولمرت وباراك يوم أمس. ومن غير الواضح ما إذا كنا حقا أمام واقع جديد في الجنوب، لكن لسياسيينا التحليلات الخاصة بهم".وأضافت أن دعوة "ليكود" يوم أمس لمواصلة الحرب تسعى إلى تشكيل وعي بأن الحملة فشلت في تحقيق أهدافها. وسنستمع قريبا إلى ليكود يتهم الحكومة بأنها خرجت إلى الحرب ولم تملك القوة والتصميم لإنهائها. في حين سيدافع كل من باراك وليفني عنها وسيعدد كل منهما إنجازاته". وأكدت أنه "رغم أن الحرب حسنت صورة أولمرت، إلا أنه ثمة مكان للاعتقاد بأنه كان يرغب بالخروج من هذه الحملة العسكرية بأكثر مما خرج به، إذا كان هناك من ينقصه حقا فهو صورة انتصار على شاكلة استعادة جلعاد شاليط"، حسب قولها.وفي افتتاحيتها، ذكرت الصحيفة "أن مصر تعهدت لإسرائيل بالحفاظ على "الوضع القائم" في معبر رفح، ويتفق ذلك مع تصريحات الرئيس حسني مبارك أمس الأول الذي أكد على التزامه باتفاقية المعابر التي وقعت عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أوروبية".وأشارت إلى أن "المبادرة المصرية للتهدئة تتضمن فتح معابر قطاع غزة مع إسرائيل للحالات الإنسانية فقط دون أي التزامات أخرى من إسرائيل، الأمر الذي رفضته فصائل المقاومة الفلسطينية"، لافتة إلى أن " إعلان الحكومة الإسرائيلية يوم أمس وقف إطلاق النار من جانب واحد، يعتبر بشكل عملي قبولا للمبادرة المصرية". وقالت الصحيفة العبرية إن "الاتفاق بين مصر وإسرائيل يشمل تهدئة طويلة الأمد، مع تعهد مصر بالحفاظ على الوضع القائم في معبر رفح. موضحة أن المطالب المتعلقة بفتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة تدخل في الإطار الإنساني دون أي تقييد".
للمزيد
تابعونا على مدونة
( الوعى الصعيدى )
رابطها
بريد اليكترونى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق