25 يناير، 2009

( 1 ) مع الأستاذ / عبد البارى عطوان رئيس تحرير القدس العربى والتفاعل العالمى لمقاله ( بدايه مقلقة للرئيس اوباما )


بداية مقلقة للرئيس اوباما
عبد الباري عطوان
بدأت ملامح السياسة الخارجية لادارة الرئيس الامريكي الجديد تتبلور بشكل تدريجي، فقد اغلق الملفات السوداء للحرب على الارهاب التي اعلنها سلفه جورج دبليو بوش، مثل معتقل غوانتنامو ومراكز التعذيب السرية المنتشرة في بقاع عديدة من العالم، معظمها في دول عربية للأسف، منهيا أسوأ التجاوزات وانتهاك حقوق الانسان في التاريخ الامريكي الحديث، ولكن الجانب المتعلق بمنطقة الشرق الاوسط، والصراع العربي ـ الاسرائيلي جاء ملتبسا وحافلا بالكثير من الثغرات المقلقة.صحيح ان الرئيس اوباما طالب بفتح المعابر ليتاح ادخال المساعدات الانسانية والمبادلات التجارية لأبناء قطاع غزة، واظهر تعاطفا مع معاناة ابناء القطاع، ولكنه لم يتطرق مطلقا الى المجازر الاسرائيلية وقتل الاطفال واستخدام القنابل الفسفورية المحرمة دوليا، وتدمير اكثر من ستة آلاف منزل وتشريد اربعة آلاف شخص.توقعنا من الرئيس الامريكي الجديد موقفا قويا ضد هذا الاجرام الاسرائيلي، خاصة بعد تسلمه مهام منصبه، وهو القادم من رحم المعاناة والفقر والحرمان والتمييز العنصري، حيث كان ممنوعا على والده ان يرتاد معظم المطاعم والنوادي بحكم لونه واصله الافريقي قبل خمسين عاما. توقعنا منه ان يدين هذه الوحشية الاسرائيلية بكلمات واضحة لا لبس فيها او غموض، تؤشر الى بدء مرحلة التغيير الذي وعدنا به، وتترجم اقواله حول التعامل مع المسلمين وفق اسس الاحترام والمصالح المشتركة.يبدو ان الرئيس اوباما نسي ان الفلسطينيين الذين تطحن عظامهم الدبابات وتحرق اجساد اطفالهم الطرية القنابل الفسفورية هم مسلمون بل وبشر ايضا. فقد ساوى في كلمته التي القاها اثناء تعيينه مبعوثيه الى المنطقة بين الضحايا الاسرائيليين والفلسطينيين عندما قال 'قلقت للغاية للخسائر في ارواح الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الايام الاخيرة'.مثل هذه اللغة يمكن ان نفهمها لو ان الرئيس الامريكي الجديد استخدمها اثناء حملته الانتخابية، او حتى قبل تسلمه مهام منصبه في البيت الابيض، ولكن ان يمسك العصا من الوسط الخطأ، وبهذه الطريقة، مساويا بين الجلاد والضحية، فهذا امر غير مقبول ومستنكر ويكشف عن بداية سيئة.الضحايا الاسرائيليون في هذه الحرب لم يزيدوا عن ثلاثة من المدنيين، وعشرة من العسكريين بينما استشهد اكثر من 1350 فلسطينيا في القصف الاسرائيلي الوحشي للقطاع معظمهم من الاطفال والمدنيين، فكيف يمكن التعامل مع خسائر الطرفين بالقدر نفسه من القلق والألم، ومن قبل رئيس امريكي يعرف جيداً جذور الصراع وأسبابه، مثلما يعرف جميع مستشاريه، ووزيرة خارجيته على وجه الخصوص، حجم التغول الاسرائيلي لسفك الدماء الفلسطينية بطريقة غير مسبوقة في التاريخ الحديث؟جميل ان ينهي الرئيس الجديد حرب بلاده على الارهاب، واقراره باستحالة الفوز فيها، وحجم الدمار الذي خلفته على صورة بلاده، والنزيف المالي لاقتصادها وأموالها، ولكن الاجمل ان يلتفت الى الارهاب الاسرائيلي ايضاً، وقد شاهد فظاعاته بعينيه عبر شاشات التلفزة، حيث الصور المتفحمة للأطفال، والأب المكلوم الذي فقد زوجته وخمسة من أطفاله، او الأسر التي ابيدت بكاملها. والصورة لا تكذب مثلما يقول اول درس في الصحافة وعلوم الحروب.فإذا كان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي اعترف بأنه اجهش بالبكاء لدى مشاهدته استغاثة طبيب فلسطيني خسر اطفاله الثلاثة عبر شاشات التلفزة، فإنه من المتوقع من رئيس امريكي ان يكون أكثر تأثراً بهذه المجازر، وأكثر تعاطفاً مع ضحاياها، مع تسليمنا بكذب اولمرت وكل المسؤولين الاسرائيليين الآخرين من امثاله، الذين يستمتعون بالولوغ في الدم الفلسطيني حتى الارتواء.لا نريد التعجل في استصدار الاحكام المسبقة على ادارة ما زالت في الايام الاولى لتوليها السلطة، ولكن المقدمات السيئة لا يمكن ان تؤدي الا الى نتائج اكثر سوءاً، ولهذا نجد لزاماً علينا ان نرفع صوتنا محذرين ومنبهين، قبل ان تقع الكارثة ويصعب التراجع عن الأخطاء.مطالبة حركة 'حماس' بالاعتراف باسرائيل في أول خطاب للرئيس الامريكي لشرح سياسته الخارجية هي احد ابرز الأمثلة على هذه المقدمات الخاطئة،خاصة ان هذه المطالبة تزامنت مع الالتزام الكامل بأمن اسرائيل، ودون توجيه اي لوم لها على افشال العملية السلمية والاستمرار في الاستيطان، وخنق الاقتصاد الفلسطيني، وبناء السور العنصري العازل، وقتل الآلاف من الفلسطينيين العزل، واسر اكثر من عشرة آلاف من خيرة ابنائهم.فلماذا المساواة في التعاطف مع ضحايا الجانبين، وعدم المساواة في اللوم، وتسمية الاشياء بأسمائها دون لف او دوران؟ فالفلسطينيون لا يحتلون ارض اسرائيل، ولا يرسلون طائرات 'اف 16' ومروحيات الاباتشي الامريكية الصنع لقصف الابرياء في حرب من اتجاه واحد.انهاء الحرب على 'الارهاب' دون انهاء الارهاب الاسرائيلي المستمر منذ ستين عاماً وبحماية امريكية، سيؤدي الى ظهور 'ارهاب' عربي اسلامي جديد اكثر خطورة وشراسة، لأن هؤلاء الاطفال الذين فقدوا اشقاءهم وامهاتهم وآباءهم، وشاهدوا الطائرات الاسرائيلية تطلق حممها فوق رؤوسهم، هؤلاء سيكونون أكثر شراسة في انتقامهم المشروع والمبرر في كل الشرائع الالهية والوضعية، اذا ما استمروا مشردين دون أمل ودون مستقبل.فمجازر غزة لم تدمر ثقافة السلام والاعتدال فقط، وانما اعادت إحياء ثقافة المقاومة بشكل أكثر قوة على طول العالم الاسلامي وعرضه، وكشفت السقوط الاخلاقي الغربي، والأمريــــكي بشكل عــــام في أبشع صوره وأشكاله، وإذا لم يعِ الرئيس الأمريكي الجديد وطاقمه هذه الحقيقة الناصعة فإن كل نواياه المعلنة حول اصلاح صورة بلاده البشعة جداً في العالم الاسلامي ستذهب سدى.ما زلنا نملك بصيص أمل في قدرة الرئيس الأمريكي الجديد على إحداث التغيير المطلوب في سياسة بلاده الخارجية، ليس لأن اسم والده 'حسين'، ولا لانه أفريقي الأصل والملامح، وانما لان الاستمرار في سياسات الادارة السابقة في الضغط على الضحية، وابتزازها، لدفعها إلى تقديم التنازلات تلو التنازلات تحت ذريعة دفع عجلة السلام إلى الأمام سينعكس دماراً على الولايات المتحدة ومصالحها، في وقت هي في حاجة ماسة إلى الأمن والاستقرار لانقاذ اقتصادها المنهار، واستعادة قيادتها للعالم بأسره.الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى مؤتمر للدول المانحة لتخصيص الأموال لاعادة الاعمار، وتمويل سلطة فاسدة فاشلة لم تعد تمثل أحداً، وانما بحاجة إلى مؤتمر سلام يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ويقول للاسرائيليين انكم اصبحتم عبئاً اخلاقياً وسياسياً وأمنياً على كاهل الغرب وشعوبه جميعاً، وبتّم مصدر تهديد لأمن العالم واستقراره بجرائمكم الارهابية ضد شعب أعزل، وهي الجرائم التي تغذي التطرف والتشدد، وتجعل من تنظيم 'القاعدة' تنظيماً معتدلاً بالمقارنة بما يمكن ان يظهر من تنظيمات جديدة في المستقبل.
عبد الرجال الديروطى/ ديروط الشريف -
التفاعل العالمى مع مقالات أ/ بارى عطوان
بسم الله الرحمن الرحيم...عندما يكتب الأستاذ/ عبد البارى عطوان ..فأن الجماهير العروبية المنتشرة فى أرجاء العالم تتفاعل مع مقاله سواء تأييدا أو أضافة معلومة جديدة أو رفضا ,,والسيد المسئول للجريدة الرقمية ينشر كل الآراء لتصبح هايد بارك عالمى,,,وعندما تعطلت الشبكة العنكبوتية المتصل بها حاسوبى ذهبت وأرسلت تعليقا من (سايبر ) فى مدينة ديروط (سايبر : مقهى النت )ولم ينشر وأرسلت تعليقا صغيرا من حاسوبى ولم ينشر ...لعلهم تم أحتجازهم فى معابر غزة ,أو قبضت عليه البحرية العالمية التى جاءت لوأد أى ثورة أسلامية سنية مباغته فى الوطن العربى!!وجاءت أيضا لدعم الطواغيت العربية !وللوقوف خلف توريث الدول العريقة فى الثورة ,,بديلا عن نهب أموال البلاد الأسلامية فأنه تفتق الذهن عن فكرة توريث الدول ولتذهب كل المبادىء الغربية الى الجحيم ولتنتصر كل الأقليات فى العرب فقط.
رسام بلا ريشة - عادي
شو متوقعين فيه رئيس امريكي بوصل بدون مباركة اللوبي الصهيوني الزلمة استنكر بكفي ضغط والله انكم ما بعجبكم العجب الزلمة ما الو في القصر من امبارح العصر خلو ا يدفي الكرسي عاالأقل
محرر التعليقات - توضيح للقراء الكرام
القراء الاعزاء:
نلتمس العذر من أولئك الذين ارسلوا بتعليقاتهم في مرات سابقة ولم يتم نشرها ونؤكد أن لا سبب وراء ذلك سوى الكم الهائل من التعليقات التي ترد للموقع والتي لا يتسنى أحياناً نشرها جميعا. أيضا ننتهز الفرصة لنهيب بالقراء من جديد الابتعاد عن استخدام الالفاظ الجارحة والمهينة لأي طرف من الاطراف وننوه الى أن التعليقات التي تتخطى حدود الادب واللياقة لا يتم نشرها بالمطلق. محرر التعليقات
بلال رباح - hi]hx
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيد عبد الباري نحن نحبك ونحترمك ونتابع بكل شغف كتاباتك التي هي دعم وعون لهذه الامة العظيمة.لكن رغم أني لا أفقه كثيرا في السياسة ولا في العلوم السياسية لكن بفكري البسيط اقول بأن العالم لا يعترف إلا بالقوي و أن مراهنتكم على أوباما أو غير اوباما خاطئة سواء الديمقراطيين أو الجمهورين لا يفهمون إلا لغة الارقام والمصالح لكن لكل منهم لغته الخاصة لكن الهدف واحد هو المحافظة على المركز الاول حتى إذا إقتضى الآمر إلى القتل وإحتلال الآوطان...أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فهي خط احمر لأوباما ولغير أوباما لكن هي بالنسبة لحزب الله وحماس فهي لا تساوي شيئا نحن كعرب إلى متى نبقى نستجدي أوباما وغير أوباما مصيرنا بأيدينا نبنيه بدمائنا وسوف ياتي اليوم نكون فيها تلك الآمة التي تخشاها كل الدنيا بشرط أن تغير الآسباب لتتغير النتيجة
أمينة - لن يختلف أوباما عن بوش
لن ولن ننتصر ولن نسترجع الارض الفلسطينية المغتصبة إلا بالمقاومة و الجهاد. قوم اليهود الاسرائليين قوم شغلهم هو المفسدة في الأرض و قتل الابرياء, لن تنفع معهم سياسة ولا سلام وقد اثبت التاريخ ذلك فلا يجب تعليق آمالناعلى سياسة الغرب أو على حكامها . الحل الوحيدمعهم هو المقاومة و الجهاد
محمد سليمان ليبيا - تعليق
السيد عبدالبارى والسادة القراء اقول لكم الكفر ملة واحدة لاخير فى اوباما ولا الدى قبلة ولا الدى بعدة وانما يعول المسلمون على انفسهم ودينهم قال تعالى واعدو لهم ماستطعتمم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم يجب وطع استراتيجية بعيدة تحقق دالك ولدىاقتراح فى هدا الامر كل دولة عربية واسلامية تعمل تصورللاستتراجيةمن خبرائها وبعد دالك يتم داراسةكل استراتجية واستنباط استراتجيةواحة والبدء بتطبيقها وسوف تأتى اكلها حتى بعد 50 اوحتى100عام
محمد عبد الله الشريف -
تابع لأوباما يخيب أمال فقط من ينظر له بأنه المهدي المنتظر.
ما هو الشيء الغريب في اوباماأو ماذا سيقدمه من معجزة حتى ينتظر بهذا الشغف.شاءت أمريكا و المنبطحين لها و المعجبين بدمقراطيتها و كل العالم أم أبوا بأن النظام في أمريكا إن كان جمهوري أو ديمقراطي فمابدئه صهيونية عنصرية و غير ديمقراطية و اوباما لايستطيع ان يعارض كل يمليه العنصريون الصهاينة في AIPEC و يؤيد كيان الصهاينة على العرب و المسلمين وعلى راسهم الفلسطينيين ،فماذا ننتظر من هذا الأوباما و الأيام بيننا سيكون هذا الرجل اسؤ رئيس في تاريخ أمريكا كله بعد بوش الأبن طبعا .وسيكون مخيب للأمال على طول خاصة فيما يخص القضية الجوهرية للعرب و المسلمين قضية فلسطين وما قاله عند تنصيب الموفد للشؤق الأوسط كان الدليل القاطع على انه منحاز كليا لكيان اللقطاء في فلسطين المحتلة.
تابعونا على مدونة
الوعى الصعيدى
ورابطها

ليست هناك تعليقات: