10 يناير، 2009

رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشعب(لن تتساح مصر مع أقامة دولة أسلامية على حدودها)


هاجس مصري من دولة إسلامية في قطاع غزة
كتب ـ تقرير واشنطن : بتاريخ 10 - 1 - 2009
يتفاقم التوتر القائم في العلاقات بين حماس ومصر منذ عدة سنوات، مع دخول الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها الثالث. فمن شأن تلك الهجمات أن تزيد التوتر في العلاقات بين القاهرة وحماس في ظل ضغط قيادات الثانية على الأولى لفتح معبر رفح، في وقت ترفض فيه القاهرة فتح المعبر إلا أمام الحالات والمساعدات الإنسانية، مع رغبة مصرية في إضعاف الحركة تماشيًا مع الهاجس المصري من الحركات الإسلامية. تلك المقدمة خلاصة مقالة نشرها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنىThe Washington Institute for Near East Policy – وهو أحد المراكز الموالية لإسرائيل - في الثاني من الشهر الجاري، حملت عنوان "تدهور العلاقات بين مصر حماسHamas-Egyptian Relations Deteriorate"، كتبها كل من محمد ياغي Mohammad Yaghi، الباحث بالمعهد، والذي تتركز أبحاثه على السياسات الفلسطينية، ودافيد اسكينكر David Schenker، كبير باحثي ومدير برنامج سياسات العرب بالمعهد أيضًا. وفيما يلي عرض لما جاء في المقالة. خلفية العلاقات بين القاهرة حماس تبدأ المقالة بالحديث عن الحدود المشتركة مع مصر، فيقول كاتباها: إنها الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع قطاع غزة. وأن الحدود التي تُعرف بمحور أو ممر فيلادلفيا بطول 12.6 كم تفصل الجزء الجنوبي من قطاع غزة عن شبه جزيرة سيناء، أصبحت مسئولية السلطات المصرية بعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من القطاع في سبتمبر 2005. أما فيما يخص معبر رفح فيحكمه اتفاقية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي وقعت في نوفمبر 2005. ووفقًا للاتفاق فإن مراقبي الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المصريين والفلسطينيين، يشرفون على الجمارك والمعابر الحدودية.وعن العلاقات مع حركة حماس يقولان :إنه بينما تحتفظ القاهرة بعلاقات قوية مع السلطة الفلسطينية وقيادتها من حركة فتح منذ إقامة السلطة الفلسطينية في عام1994، إلا أنها تفادت بشكل كبير وجود علاقات مباشرة مع حركة حماس. وفي عام 1996 قابل النظام المصري مسئولين من حركة حماس في القاهرة بناء على طلب من فتح لإثناء قيادات الحركة عن هجماتها داخل الأراضي الإسرائيلية. ومؤخرًا، وفي مارس 2005 طالب رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" مصر برعاية حوار بين الفصائل الفلسطينية لإقناعها لاسيما حركة حماس بالقبول بوقف إطلاق النار مع إسرائيل. ولم تبدأ الاتصالات على المستويات العليا بين القاهرة وحماس إلا بعد أسر الحركة الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" في يونيو 2006، ورغبة مصر في لعب دور الوسيط لإنهاء أزمة شاليط وعودته إلى إسرائيل. وقد أصبحت الاتصالات على المستويات الرفيعة روتينية بين القاهرة وحركة حماس بعد سيطرة الأخيرة على قطاع غزة بالقوة في يونيو 2007.ورغم الاتصالات المستمرة، أشارت القاهرة بوضوح أنها تعترف فقط بسلطة عباس وأبرزت هذا بنقل تمثليها الدبلوماسي إلى رام الله بعد سيطرة حماس على غزة. وتقول المقالة :إن علاقات مصر مع حماس يتم التعامل معها من خلال القنوات الأمنية وتحديدًا من قبل رئيس المخابرات المصرية "عمر سليمان". مصالح متناقضة يرى كاتبا الدراسة أن هناك مصلحة حيوية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للحفاظ على علاقات جيدة مع الجانب المصري. فالقاهرة هي السبيل الوحيد للحركة على العالم الخارجي ليس فقط على إسرائيل ولكن على العالم في صورته الكلية، وترى الحركة أن فتح الحدود مع مصر شرط ضروري لتقوية دولتها الصغيرة mini-state في غزة. هذا، وتستمر العلاقات القوية بين حماس وجماعة الأخوان المسلمين المصرية والتي كانت اللبنة الأولي لحركة حماس والتي يرجع وجودها في قطاع غزة إلى بداية الخمسينيات من القرن المنصرم. وحاليًّا تُعد مصر المصدر الرئيسي للحركة للذخيرة والعتاد والبضائع الاستهلاكية المتاحة حاليًّا، والتي تهربها الحركة عبر الأنفاق التي تصل بين غزة وسيناء.ومن أجل الحفاظ على العلاقات مع الجانب المصري تقاوم حركة حماس الضغوط الداخلية والخارجية من حلفائها لاسيما دمشق وطهران؛ لإنهاء دور الوساطة المصري فيما يخص قضية الجندي الإسرائيلي الذي أسرته الحركة "شاليط". وعلى النقيض قبلت حماس بقرار جامعة الدول العربية الذي يمنح القاهرة السلطة للتوسط في الخلافات الفلسطينية الداخلية، على الرغم من التحيز المصري الواضح لصالح عباس وحركة فتح، كما ترى المقالة. ويرى قادة الحركة أن النظام المصري ينظر إلى الحركة على أنها تهديد للأمن القومي المصري. فالقاهرة قلقة من أن إقامة حركة حماس لدولتها الإسلامية الصغيرة على الحدود الشمالية سيعزز من قوة جماعة الإخوان المسلمين المصرية ويشجعها مرة أخرى لتبني أساليب عنيفة للإطاحة بنظام الرئيس المصري حسني مبارك. فيقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري "لن تتسامح مصر مع إقامة دولة إسلامية على حدودها". وفي الوقت ذاته فإن تدعيم مصر عزل غزة يضمن حسن نية واشنطن وإسرائيل، مع الحفاظ على دورها الإقليمي في مواجهة منافسيها، طهران وسوريا، حسبما رأت المقالة.وفي ضوء هذا المصالح، ستستمر القاهرة في الحفاظ على غلق الحدود مع غزة، مع استثناء عدد قليل من البعثات الإنسانية وعمليات إجلاء الصليب الأحمر. ويضيف الكاتبان أنه طوال السنوات الثلاثين الماضية والقاهرة تسعى إلى التنصل من المسئولية عن قطاع غزة. ويرى عدد من المسئولين المصريين أن إعادة فتح معبر رفح "سيسمح لإسرائيل بتصدير أزماتها إلى مصر"، وأن هذا لن يثني إسرائيل عن التزاماتها تجاه المواطنين في غزة. وتصر القاهرة على أن إعادة فتح المعبر سيكون وقفًا لاتفاق السلطة الفلسطينية وإسرائيل في عام 2005، أي عندما يعود موظفو الاتحاد الأوروبي للعمل. وقد تصاعد التوتر بين حماس والنظام المصري أوائل العام الماضي وبالتحديد في يناير الماضي (2008) عندما دمرت حركة حماس السياج الحدودي الذي سمح لما يقرب من 700 ألف فلسطيني يتدفقون إلى سيناء. ففي بداية الأمر رحبت القاهرة بالفلسطينيين ولكنها سرعان ما سعت لإعادة فرض سيطرتها على أراضيها. وقد قبضت السلطات المصرية على آلاف الفلسطينيين كان منهم خلية كبيرة من حماس يحملون متفجرات وقاذفات قنابل، وفي مارس الماضي (2008) اتهمت قيادات الحركة تعذيب السلطات الأمنية المصرية عناصر من الحركة تحتجزهم. وفي وقت كانت تتخذ فيه القاهرة خطوات لغلق الحدود، أرسلت حماس جرافات لإزالة الخطوات المصرية، كما تعهد رئيس الوزراء الحماسي إسماعيل هنية بعدم سماح الحركة بغلق الحدود، وبعد فترة قصيرة أصيب حرس الحدود المصريين برصاص حماس. وفي نوفمبر الماضي (2008)، عاد التوتر مجددًا بين الحركة والقاهرة بعد رفض الأولى حضور اجتماع بالقاهرة للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية. فقد اتهمت حماس القاهرة بانحيازها لرئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" وحركة فتح، وسعيها للتمديد له بعد انتهاء فترته الرئاسية أواخر هذا الشهر. وردت القاهرة على ذلك بتحميل حماس مسئولية انهيار المفاوضات، والعمل على إقناع جامعة الدول العربية لإطفاء الشرعية على التمديد لمحمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية.ونتيجة لتلك حلقات التوتر بين حماس والقاهرة والإحباط المصري من حركة حماس رفضت مصر التوسط بين الحركة وإسرائيل لتمديد الهدنة في قطاع غزة. وقبل أيام من العمليات الإسرائيلية أعادت حركة حماس نشر مقالة نشرت بداية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية والتي تقول: "إن دولاً عربية مثل "مصر" طالبت إسرائيل "بقطع رءوس قيادات حركة حماس"، واتهمت رئيس المخابرات المصرية "عمرو سليمان" بأنه قال للإسرائيليين :إن حماس حركة متعجرفة وأن العمليات العسكرية ضدها سيؤدي بها إلى الواقع. هل من تغير في العلاقات إن فتح معبر رفح سيعد محور استراتيجية خروج حماس من الهجمات الإسرائيلية عليها في القطاع. فقادة حماس يؤمنون أن النظام المصري سيستسلم تحت ضغوط الرأي العام والمظاهرات داخل مصر والعالم العربي، ويفتح المعبر الحدودي. وتأمل الحركة أن وقف إطلاق النار المقبل مع الجانب الإسرائيلي أن يتضمن اتفاقًا جيدًا يجعل مصر بدون خيار إلا إعادة فتح معبر رفح بصورة مستمرة على نحو فعال ينهي الضغط على الحركة ويحقق لها كثيرًا من المكاسب الاستراتيجية.وعلى الرغم من المظاهرات المتزايدة التي تطالب مصر بفتح المعبر، إلا أن القاهرة أظهرت قليلاً من التعاطف مع حركة حماس وأبدت بعض من المؤشرات على أن سياساتها بشأن الحدود ستتغير. وتأمل القاهرة أن تؤدي الحملة الإسرائيلية إلى إقصاء حركة حماس من قطاع غزة وإضعافها بدرجة كافية بما يمكنها من تغيير الديناميكية الدبلوماسية عند انخراطها في الشئون السياسية الفلسطينية.وفي نهاية المقالة يخلص الكاتبان إلى أنه بقطع النظر عن كيفة خروج حماس مجددًا من هذه الهجمات فإنها مازالت في حاجة إلى علاقات قوية مع مصر. وأن عدم تحرك مصر لفتح معبر رفح سيعطيها نفوذًا في مقابل حماس في حال تعاملها مع القضايا السياسية الفلسطينية الداخلية. وأنه في الوقت الذي يُواجه فيه النظام المصري تحديات الحركات الإسلامية داخليا فإن سياساتها تجاه حركة حماس والحدود ستضيف بعدًا آخر إلى قضايا المعارضة الداخلية. ويختتم الكاتبان مقالتهما بأنه عندما يتعلق الأمر بالإسلاميين فإن القاهرة على دراية بما يجب فعله من أجل الحفاظ على أمنها القوميالمصدر: تقرير واشنطن
تابعونا على مدونة
الوعى الصعيدى
رابطها
بريد اليكترونى

ليست هناك تعليقات: